تشهد محافظة حضرموت، شرق اليمن، توتراً خطير غير مسبوق، حيث تتصاعد حدة الأزمة بين قوات المنطقة العسكرية الأولى وقوى محلية تطالب بإخراجها من وادي حضرموت، في تطور يضع المدينة على حافة الانهيار الأمني ويهدد بجر المنطقة بأكملها إلى مواجهات عسكرية واسعة النطاق.
وجاء التطور الدراماتيكي عقب إعلان قيادة المنطقة العسكرية الأولى تمسكها بمواقعها ورفضها التام لفكرة الانسحاب أو الاستسلام للمطالب الشعبية المتصاعدة، والتي بلغت ذروتها خلال الساعات الماضية بدعوات حاشدة لطرد القوات العسكرية من المدن والتجمعات السكنية في الوادي.
وبحسب مصادر ميدانية موثوقة، فقد شهدت مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، حركة عسكرية غير مسبوقة. فقد قامت القوات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى بنشر تعزيزات نوعية عند كافة المداخل والمخارج الرئيسية للمدينة، شملت دبابات قتالية من طراز T-55 وT-72، ومدرعات ثقيلة، بالإضافة إلى راجمات صواريخ "جراد" التي تم توجيهها نحو مواقع استراتيجية.
يُفسر هذا الانتشار على أنه استعدادات قتالية تحسباً لأي هجوم محتمل، وفي رسالة واضحة وقوية للقوى السياسية والقبلية المطالب بخروجها، مفادها أن القوات العسكرية عازمة على الدفاع عن مواقعها بكل قوة. وأفاد شهود عيان بأن أجواء من التوتر الشديد تخيم على المدينة، مع تسيير دوريات عسكرية مكثفة في الشوارع الرئيسية وفرض طوق أمني مشدد حول المرافق الحيوية والمنشآت الحكومية.
في ظل هذا التصعيد، وصفت مصادر محلية الوضع في سيئون بأنه "مرشح للانفجار في أي لحظة"، مع شلل تام تقريباً في الحياة العامة وإغلاق الكثير من المحلات التجارية والأسواق خوفاً من اندلاع أي اشتباكات عفوية. وقد عمت حالة من القلق والترقب بين سكان المدينة الذين يتخوفون من أن تكون ضحية لأي صراع مسلح.
وفي خضم هذا المشهد المتأزم، ارتفعت الأصوات المنادية بالهدوء وضبط النفس. دعا شخصيات اجتماعية وسياسية ونشطاء مدنيون إلى تدخل عاجل من قبل "العقلاء" وشيوخ القبائل وأصحاب النفوذ في المحافظة، لعمل على احتواء الأزمة وفتح قنوات حوار تمنع انزلاق الأمور إلى دوامة عنف قد يكون لها عواقب كارثية على الأمن والاستقرار في حضرموت، والتي تُعد من أهم المحافظات اليمنية وأكثرها هدوءاً في السنوات الماضية.
يأتي هذا التصعيد في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري في اليمن، حيث تُعد حضرموت، بأهميتها الاستراتيجية ومواردها النفطية وموانئها على بحر العرب، ساحة صراع محتملة بين مختلف القوى. ويخشى مراقبون من أن أي اشتباك مسلح في الوادي قد يفتح الباب أمام صراعات أوسع، مما يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق السلام واستعادة الاستقرار في البلاد.
وتبقى الأنظار متجهة نحو سيئون، فيما يتساءل الجميع عما إذا كانت الجهود الدبلوماسية والاجتماعية ستنجح في نزع فتيل الأزمة، أم أن الشرارة الأولى للمواجهة العسكرية قد تكون قد اشتعلت بالفعل، لتدخل المحافظة منعطفاً جديداً ومظلماً في تاريخها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news