اعترفت مليشيات الحوثي التابعة لإيران، بجود خبراء عسكريين أجانب في صفوفها، في تصريحات رسمية أدلى بها عضو المكتب السياسي للمليشيات حزام الأسد، بعد أيام من خطاب أمين عام حزب الله، الذي كشف عن دور هيثم طبطبائي بقيادة الحوثيين طوال تسع سنوات، من الحرب في اليمن.
وقال حزام الأسد، في منشور على منصة إكس، رصده المشهد اليمني، إن من حق جماعته استقدام الخبراء وتطوير القدرات العسكرية دون إذن أو وصاية من أي طرف خارجي.
وقال القيادي الحوثي إن جماعته تعتبر استقدام الخبراء العسكريين وتطوير الصناعات العسكرية جزءاً من مسارها، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ"العدوان الدولي" المستمر منذ عشر سنوات لم يمنعهم من كسر الحصار وبناء ما وصفها بـ"التحالفات وتبادل الخبرات".
وقال القيادي الحوثي إن ارتباط جماعته بإيران تحت مسمى "محور المقاومة" يعد "موقفاً مبدئياً وإيمانياً راسخاً"، وقال إن ذلك "الارتباط يفرضه الدين وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدو المشترك". على حد قوله.
واعتبر القيادي الحوثي مشاركة خبراء حزب الله والحرس الثوري الإيراني، في صفوف جماعته "شرف عظيم ودليل على وحدة المعركة ووحدة الساحات".
يأتي هذا المنشور بعد اعترافات سابقة من قيادات في حزب الله اللبناني بوجود خبراء لهم في اليمن منذ سنوات، وهو ما يعكس حجم التدخل الخارجي في إدارة العمليات العسكرية لجماعة الحوثيين داخل البلاد.
ويوم الجمعة الماضي، اعترف الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، لأول مرة بمساهمة القائد العسكري هيثم علي طبطبائي في دعم مليشات الحوثي التابعة لإيران باليمن.
وقال نعيم قاسم في خطاب، إن طبطبائي قضى تسع سنوات هناك منذ عام 2015 وحتى بدايات 2024، يركز على مساعدتهم في مجالات التدريب والإعداد، مما ترك أثرًا ملموسًا في قدارتهم العسكرية.
وجاء خطاب نعيم قاسم، خلال حفل تأبيني أقامه الحزب للطبطبائي، المعروف بلقب "أبو علي"، حيث وصفه قاسم بأنه "ترك بصمة مهمة في اليمن، وأصبح محبوبًا هناك"، على حد زعمه.
وساهمت وحدة "قوة الرضوان" التابعة للحزب في تقديم الدعم اللوجستي والتقني للحوثيين، مع التركيز الخاص على تطوير ترسانتهم الصاروخية الباليستية ومنظومة الطائرات المسيرة، مما يعكس دورًا استراتيجيًا ممتدًا عبر السنوات.
من بين القادة البارزين في هذه الوحدة، يبرز اسم هيثم علي طبطبائي نفسه، الذي شغل منصب رئيس أركان قوات حزب الله، وكان يُعتبر الرجل العسكري الثاني في التنظيم. تولى قيادة القوات الخاصة المسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج الحدود، بما في ذلك سوريا واليمن، وكان قد نجا سابقًا من ثلاث محاولات إسرائيلية لاغتياله، آخرها هجوم في القنيطرة السورية عام 2015.
وفي 23 نوفمبر الجاري، أعلن حزب الله مقتل قائده الميداني البارز في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، نتيجة هجوم إسرائيلي مباشر. وفقًا لبيان الحزب الصادر مساء ذلك اليوم.
مع هذا الاعتراف العلني، يتضح كيف امتدت جهود حزب الله إلى ما وراء الحدود اللبنانية، مشكلة روابط عملية مع الحوثيين في مجالات عسكرية حيوية ينسب الحوثيون تطويرها لأنفسهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news