ثورة ديسمبر .. فجر اليمن الجديد ينشق من جنح الظلم
قبل 1 دقيقة
يوماً من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى، بل صنعناها بأيدينا.
ثماني سنوات، والأعوام لا تحمل سوى ذاكرة الأبطال الذين خطّوا بدمائهم الزكية فجرًا جديدًا.
إنه فجر الثاني من ديسمبر، اليوم الذي لم تشرق شمسه من كواكب السماء، بل انبثق من إرادة حديدية، ومن قلب زعيم قرّر أن يصنع النور من قبضة الظلام.
هنا، حيث يجثم الاحتلال الكهنوتي على صدر العاصمة، وُلدت الإرادة من رحم المعاناة.
لقد طفح الكيل بعد أن تجرع شعب اليمن الأبيّ مرارة القهر على يد مليشيات الظلام الإيرانية، تلك التي أرادت أن تعيد الأمة قروناً إلى الوراء، إلى عصر الإمامة البائدة، وتسلب اليمنيين روحهم وحريتهم وكرامتهم.
وكان للزعيم الشهيد الحي علي عبدالله صالح الموقف التاريخي.
فلم يكن رجلاً عادياً، بل كان قائداً صنع من اليمن دولة، وأخرجها من نفق الفتن الطويلة إلى فضاء الأمن والاستقرار.
فكيف له، صانع النهضة ومنقذ الوطن من براثن الحروب الأهلية، أن يسكت على اغتيال مشروعه الوطني؟ وكيف له أن يرى إنجازات عقود تُباد في لحظة على يد عصابات طائفية متخلفة؟
لقد أعلن الثورة من قلب العاصمة المختطفة صنعاء، بشجاعة الأسود، ضارباً بعرض الحائط كل التهديدات.
ضحى بروحه الطاهرة فداءً لليمن وأهله، ليترك لنا رسالة واضحة: الموت في عزّة خير من الحياة في رِقّ.
ولكن الدم الطاهر لا يذهب هباءً. لقد التقط الراية من بعده أحد أبطال ثورة الثاني من ديسمبر، التي تكتب اليوم ببسالتها وشجاعة أبنائها ملحمة التحرير.
من المخا البطلة تتناثر شظايا أحلام الميليشيا، ومن سواحلها يبدأ الطرد الأخير للمشروع الإيراني الكهنوتي.
إنها المعركة المصيرية، معركة الوجود والهوية.
إنها الحرب التي ستُطهّر تراب اليمن العزيز من دنس المتاجرين بالدين والوطن.
وعدُ الله أقرب، ونصر ديسمبر آتٍ لا محالة.
ستعود صنعاء حرة أبّية، وسيرفرف علم الجمهورية من فوق جبل نقم وعطان، وسنحتفل قريبًا في ميدان السبعين، وسنردد معًا نشيد النصر، مغسولين بفرحتنا جراح السنوات العجاف.
لأن أمةً أبت أن تموت، وأبطالًا اختاروا أن يخلدوا، لا يمكن أن تُهزم.
اليوم، الدم يصنع المستقبل، والإرادة تنتصر على كل شيء.
الثورة مستمرة… حتى النصر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news