شهدت محافظة شبوة شرق اليمن، اليوم الثلاثاء، توترًا أمنيًا وقبليًا متصاعدًا، عقب اعتقال قوات أمنية الشيخ علي ناصر بن عديو، أحد أبرز الشخصيات القبلية والاجتماعية في المحافظة.
وقد أثار الاعتقال غضبًا عارمًا، دفع قبائل من عشيرة "لقموش" ومن يناصرها إلى إغلاق الطريق الدولي الرئيسي الذي يربط المحافظة بالمنطقة الشرقية، مطالبة بالإفراج الفوري عنه.
ووفقًا لمصادر محلية وشهود عيان، تم اعتقال الشيخ علي عديو من وسط مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، من قبل دورية أمنية تابعة للقيادة الأمنية بالمحافظة.
لم تُعرف حتى اللحظة الأسباب الداعية للاعتقال، ولم تصدر أي جهة رسمية بيانًا يوضح ملابسات الواقعة، مما زاد من حدة التكهنات والغضب الشعبي.
وفي رد فعل سريع، أعلن شباب ومشائخ من قبيلة لقموش، التي ينتمي إليها الشيخ عديو، قطع الطريق الدولي (الساحلي) عند مفرق "عزان"، بالقرب من مدينة عتق. استخدم المحتجون إطارات السيارات والحجارة لإغلاق الشريان الحيوي، الذي يُعد شريان الحياة الرئيسي لحركة البضائع والمسافرين بين محافظات حضرموت والمهرة وبقية محافظات الجنوب والوسط.
مطالب وتحذيرات:
طالب المحتجون في بيان ميداني سريع بالسماح لوسائل الإعلام المحلية بنقله، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ علي عديو، محذرين من "تداعيات خطيرة" قد تطال الأمن والاستقرار في المحافظة في حال استمرار اعتقاله. وأكدوا أن الشيخ عديو كان دائمًا "عامل استقرار ومصالحة"، وأن اعتقاله يمثل "استهدافًا للنسيج الاجتماعي والقبلي".
من هو الشيخ علي عديو؟
يُعد الشيخ علي ناصر بن عديو شخصية محورية في شبوة، ويتمتع بنفوذ قبلي واسع داخل قبيلة لقموش وأبرز فروعها. اشتهر بدوره كوسيط في كثير من النزاعات القبلية والمنازعات التي تشهدها المحافظة، ويُنظر إليه كصوت معتدل يسعى للحفاظ على الوئام الأهلي في ظل التعقيدات الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد.
يأتي هذا الحدث في وقت حساس تمر فيه محافظة شبوة، التي تشهد صراعًا على النفوذ بين السلطات الحكومية المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بالإضافة إلى وجود نشاط لتنظيم القاعدة في أجزاء منها.
وغالبًا ما تكون مثل هذه الاعتقالات التي تطال شخصيات قبلية بارزة بمثابة "شرارة" قد تشعل فتيل توترات أوسع، خاصة وأن القبائل تلعب دورًا محوريًا في موازين القوى على الأرض.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا تزال حالة التوتر سائدة في المدينة، والطريق الدولي مقطوع، بينما تُبذل جهود وساطة قبلية من قبل مشائخ وشخصيات اجتماعية أخرى للتفاوض مع السلطات الأمنية من أجل الإفراج عن الشيخ عديو وتهدئة الأوضاع قبل تفاقمها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news