في مشهد مهيب أعاد للأذهان قدسية اللحظات الأولى لانتفاضة الثاني من ديسمبر، تحولت مدينة المخا، الرئة البحرية لليمن ومعقل المقاومة الوطنية، إلى قبلة لكل الأحرار، حيث احتشدت الجماهير والقيادات السياسية والعسكرية والقبلية لإحياء الذكرى الثامنة لانتفاضة الثاني من ديسمبر.
لم تكن الفعالية مجرد احتفال بذكرى عابرة، بل جاءت بمثابة “استفتاء شعبي” متجدد على خيار المقاومة واستعادة الدولة، ورسالة مدوية بأن جذوة الثورة التي أوقدها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا لا تزال متقدة.
طارق صالح: “دماء الأبطال عهد لا تراجع عنه”
في قلب الحدث، ومن بين الحشود، جدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، الفريق الركن طارق صالح، الموقف الثابت للمقاومة، مؤكداً أن المعركة مستمرة وأن البوصلة لن تحيد عن صنعاء.
وأشار طارق صالح إلى أن “دماء الأبطال التي سالت في انتفاضة ديسمبر وما تلاها تظل عهداً في أعناقنا لا يمكن التراجع عنه حتى تتحرر صنعاء من الكهنوت”، مشدداً على أن اليمنيين محكومون بالتراضي والتوافق والسلام، ولكنهم لن يقبلوا بفرض المشاريع السلالية.
ودعا قائد المقاومة الوطنية إلى “إحياء روح المقاومة” وتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات الصغيرة أمام المعركة الوجودية الكبرى، معتبراً أن ذكرى ديسمبر هي محطة لشحذ الهمم وتصويب المسار نحو استعادة الجمهورية.
“لا لمزيد من التشظي”.. رسائل سياسية من قلب المخا
شهدت الفعالية حضوراً سياسياً رفيع المستوى، تقدمه رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، وعدد من قيادات الدولة والأحزاب، مما أعطى للذكرى بعداً وطنياً جامعاً يتجاوز الجغرافيا.
وفي كلمتها خلال الفعالية أطلقت الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، المناضلة فائقة السيد، نداءً إلى كل الأحزاب والمكونات السياسية دعت فيه إلى تكاتف وطني عريض.
وقالت السيد ان اليمن لا يحتمل مزيداً من التشظي”، مؤكدة أن مشاركتها تأتي لتأكيد الوفاء لدماء الشهداء واستمرار الثورة.
وحيت “السيد” الدور الكبير للمرأة اليمنية في إسناد معركة الكرامة، مشيدة بجهود المقاومة الوطنية وقائدها طارق صالح في إعادة بناء المؤسسات وحماية المشروع الجمهوري، واصفة المخا بأنها باتت تمثل “الأمل لاستعادة الدولة”.
بدوره، أكد محافظ تعز، نبيل شمسان، أن “ثورة 2 ديسمبر أعادت الاعتبار للجمهورية وجددت يقين اليمنيين بالدولة”.
وأشار شمسان إلى أن ما تشهده المخا من تنمية وحراك سياسي يؤكد أن مشروع ديسمبر هو مشروع حياة ودولة، وليس مجرد عمل عسكري، مشيداً بالتضحيات التي يقدمها أبطال القوات المشتركة في مختلف الجبهات.
المخا توحد اليمنيين على درب الحرية
وفي قراءة لدلالات هذا الحشد الكبير، أكد الصحفي فيصل الشبيبي أن الحضور الواسع في مدينة المخا يجسد “التلاحم الوطني” ويعكس بصدق وفاء اليمنيين لثورة الثاني من ديسمبر.
وأوضح الشبيبي أن المخا تحولت بامتياز إلى “ساحة جامعة للأوفياء” القادمين من مختلف المحافظات، حيث يلتقون على هدف مشترك يتمثل في إعادة الأمل لوطن يستحق أن يكون قوياً وحراً ومزدهراً.
وأضاف الشبيبي أن هذا التجمع يبرهن على إصرار اليمنيين في مواصلة مسيرة النضال لاستعادة الدولة وترسيخ قيم الحرية والكرامة، مؤكداً أن تضحيات الشهداء ستظل الحافز الأبرز لمواصلة الطريق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news