في تخادم جديد بين الجانبين بمشاركة الإخوان .. الحوثيون يمنحون العدو الإسرائيلي ذريعة البقاء والتوغل في سوريا مقابل حصولهم على زخم يمنع انهيارهم
أكد مراقبون إقليميون أنّ وكلاء إيران في اليمن، جماعة الحوثي الإرهابية، وبمشاركة جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية كتنظيمي القاعدة وداعش، منحوا العدو الإسرائيلي ذريعة البقاء والتوغل في الجولان والأراضي السورية.
ووصف المراقبون حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس، أمام جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست بشأن الحدود السورية – الإسرائيلية، والذي قال فيه إن إسرائيل تستعد لاحتمال محاولة عناصر الحوثيين التسلل إلى الجولان عبر سوريا، بأنه يصبّ في خانة التخادم السري بين تلك الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران والعدو الإسرائيلي ضد الدول العربية.
وأشاروا إلى أنّ تصريحات كاتس تمثل محطة تخادم جديدة بين تلك الأطراف، تهدف إلى منح العدو ذريعة للبقاء في الأراضي السورية المحتلة بمرتفعات الجولان، وإضفاء شرعية على احتلال أراضٍ سورية جديدة بالقرب من العاصمة دمشق.
وحسب المراقبين، فإن التحركات الأخيرة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي التابعتين للإخوان في سوريا، ووجود بقايا التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش في إطار النظام السوري الحالي، إلى جانب مناورات الحوثيين المتحالِفين مع تلك التنظيمات والإخوان والتي تحاكي تنفيذ غزو بري لإسرائيل، قد منحت العدو ذريعة استراتيجية تتيح له الترويج لاحتمال تعرضه لهجوم حوثي منسق مع تلك الجماعات ينطلق من سوريا باتجاه الجولان.
وأكدوا أن حديث وزير دفاع العدو حول وجود خطر حوثي على إسرائيل من جهة سوريا يصبّ بالدرجة الأولى في إعطائها الحق في التمسك بسيطرتها على الجولان المحتل، وعلى المناطق التي توغلت فيها مؤخرًا كجبل الشيخ وبقية المناطق السورية، باعتبارها مناطق تشكل حاجزًا حيويًا يفصل بين التنظيمات المسلحة والتجمعات السكنية في الجولان.
كما أكد المراقبون أن الحديث الإسرائيلي عن احتمال شنّ الحوثيين هجومًا بريًا من سوريا يخدم الجماعة المدعومة من إيران، إذ يمنحها زخمًا يصوّرها كأنها تواصل “الجهاد” ضد إسرائيل وأصبحت قوة تهابها قوات العدو، وذلك بهدف استخدامها كمظلّة إنقاذ من حالة الانهيار التي تعيشها حاليًا على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعيشية والتمويلية، إضافة إلى رفض سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها لوجودها وفكرها.
كما يمنحها هذا الخطاب ورقة جديدة لفرض الجبايات وحشد المقاتلين ورفع مستوى القمع ضد معارضيها واليمنيين، وتضليل الرأي العام المحلي والعربي بأنها في حالة حرب مستمرة مع إسرائيل.
ووفقًا للمعلومات التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وعربية حول هذا الموضوع، لإضفاء نوع من المصداقية عليه، فإن الساحة السورية لم تكن غريبة على الحوثيين؛ إذ نُشر عناصر منهم خلال الحرب الأهلية السورية (2011–2018) من قِبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني للقتال ضد خصوم الأسد، في إطار برامج التدريب العسكري. وقد أكدت تقارير في تلك الفترة سقوط قتلى من الحوثيين في سوريا.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، أفادت وسائل إعلام يمنية وسورية معارضة بأن عشرات العناصر الحوثيين المتخصصين في إطلاق الصواريخ وصلوا إلى جنوب سوريا بعد أن أرسلهم الحرس الثوري الإيراني والجيش السوري لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news