في تطور لافت يزيد من تعقيد المشهد الأمني والعسكري في جنوب اليمن، شهدت محافظة حضرموت مساء يوم الاثنين تصعيدًا ملحوظًا، مع وصول قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى مناطق حساسة تقع على تخوم سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وبحسب مصادر محلية ومتابعين للشأن العسكري، فإن هذه التحركات لا تأتي في فراغ، بل هي جزء من عملية انتشار أوسع وأكثر تنظيمًا.
فقد أفادت المصادر بأن قوافل عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي كانت قد وصلت في وقت سابق إلى مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، قادمة من العاصمة المؤقتة عدن، التي يعتبرها المجلس مركزًا لقيادته. ولم تلبث هذه القوات أن تقدمت باتجاه الداخل، لتصل إلى منطقة
دوعن
، التي تشكل نقطة وصل حيوية بين ساحل حضرموت وواديها الصحراوي الشاسع.
وجود النوبي يرسل رسالة واضحة
وفي تأكيد على أهمية هذا التحرك وأبعاده، تم تداول صور على نطاق واسع في وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي تظهر القيادي العسكري البارز في قوات المجلس الانتقالي،
مختار النوبي
، وهو يقف برفقة عدد من جنوده داخل منطقة دوعن. يُعد ظهور النوبي، الذي يحظى بنفوذ كبير داخل أوساط المجلس، دليلاً قاطعًا على أن هذه التحركات مدروسة وتأتي بتوجيهات عليا، وليست مجرد مناوبات عسكرية روتينية.
أهمية استراتيجية للمنطقة
تكتسي منطقة دوعن والأطراف الصحراوية المحيطة بها أهمية استراتيجية كبرى، فهي ليست فقط بوابة الداخل الواسع، بل تسيطر أيضًا على طرق إمداد رئيسية تربط بين ميناء المكلا على بحر العرب ومحافظات الداخل مثل شبوة ومأرب. سيطرة أي طرف على هذه المنطقة تعني السيطرة على شريان حيوي للحركة والتجارة والانتقال العسكري.
توتر متصاعد ومخاوف من التداعيات
يأتي هذا التطور في ظل حالة من التوتر المتصاعد التي تشهدها حضرموت منذ عدة أيام، وذلك على خلفية الخلافات المستمرة حول السلطة والنفوذ بين المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، والحكومة اليمنية، المدعومة من السعودية، وكلاهما جزء من التحالف العربي الذي يدعم القوات الشرعية ضد الحوثيين.
وتُعد هذه الخطوة واحدة من أبرز التحركات العسكرية النوعية التي يقوم بها الانتقالي في حضرموت منذ فترة، مما يثير مخاوف جدية من احتمالية وقوع اشتباكات عسكرية مباشرة بين قواته وقوات المنطقة العسكرية الأولى، وهو ما قد يهدد الهدوء النسبي الذي تتمتع به المحافظة، ويعيد فتح ملف الصراع على الجنوب بقوة، مع ما قد يترتب على ذلك من تداعيات إنسانية وأمنية على السكان المحليين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news