في تصعيد خطير يهدد استقرار محافظة حضرموت ويمس بأمنها القومي، أصدرت السلطات الصحية اليوم الاثنين توجيهات عاجلة برفع الجاهزية القصوى في كافة المنشآت الطبية، في خطوة يراها مراقبون بمثابة إعلان تحسب لـ "ساعة الصفر"، وسط توتر أمني متصاعد ومواجهات عسكرية محتملة بين قوات النخبة الحضرمية وقوات المتمرد عمرو بن حبريش حول مواقع الشركات النفطية الحيوية.
تفاصيل التوجيهات الصحية واستعدادات الطوارئ:
أصدر مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بحضرموت الوادي والصحراء، توجيهاته العاجلة إلى كافة المستشفيات الحكومية والأقسام الطبية، طالباً منها رفع الجاهزية القصوى للتعامل مع أي حالات طارئة. وشملت التوجيهات تعزيز المستشفيات بالكوادر الطبية المتخصصة، وتوفير احتياطيات كافية من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة أي تداعيات.
ولم تقتصر الإجراءات على الجانب التجهيزي فحسب، بل شدد التوجيه على ضرورة تأمين جاهزية سيارات الإسعاف المجهزة وطواقمها الطبية، مع ضمان استمرارية توافر الأكسجين الطبي في جميع المرافق. كما أُلزمت المستشفيات بالحفاظ على تواصل مباشر ومستمر مع غرفة عمليات الطوارئ بالمكتب عبر أرقام مخصصة (05400008 – 05400007)، لضمان استجابة سريعة ومنسقة.
الخلفية الأمنية: تحشد عسكري ومؤشرات تصعيد:
تأتي هذه الإجراءات الصحية غير المسبوقة في ظل أجواء أمنية مشحونة، حيث تشهد المناطق المحيطة بمواقع الشركات النفطية تحشدات عسكرية كبيرة. تسيطر قوات حماية الشركات التابعة للنخبة الحضرمية على المنشآت النفطية نفسها، بينما فرضت قوات المتمرد عمرو بن حبريش طوقاً محكماً حول محيط تلك المواقع، في تطور يُنذر باندلاع مواجهة مباشرة.
وزاد من حدة التوتر وصول تعزيزات عسكرية تابعة للنخبة الحضرمية، التي تمركزت خلف قوات حبريش، مما خلق وضعاً تكتيكياً بالغ التعقيد، وسط مؤشرات دالة على استعداد الأطراف للدخول في مواجهة مسلحة قد تكون عواقبها وخيمة على المدنيين والبنية التحتية.
قراءة تحليلية: "ساعة الصفر" الصحية:
يرى مراقبون سياسيون وأمنيون أن توجيهات وزارة الصحة لا تعد مجرد إجراء احترازي، بل هي بمثابة إعلان ضمني ببلوغ التوتر ذروته، ودخول المنطقة مرحلة "ساعة الصفر". ويؤكد هؤلاء أن الإجراءات الطبية الاستباقية تعكس تقديراً حكومياً عالياً لخطورة الوضع واحتمالية وقوع اشتباكات واسعة النطاق، قد تسفر عن سقوط ضحايا وتعطل الخدمات الأساسية في المحافظة الغنية بالثروات.
بعد سياسي: دعم رئاسي للسلطة المحلية ودعوة للحكمة:
على الصعيد السياسي، وفي محاولة لاحتواء الأزمة، جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، دعمه الكامل لسلطة حضرموت المحلية. وأجرى العليمي اتصالاً هاتفياً بالمحافظ الجديد، سالم الخنبشي، مؤكداً فيه دعم المجلس الكامل للسلطة المحلية في ممارسة صلاحياتها الدستورية والدفاع عن هيبة الدولة ومصالح المواطنين.
واستمع الرئيس العليمي إلى تقرير مفصل من المحافظ الخنبشي حول الجهود المبذولة لترتيب الأوضاع الأمنية وتطبيع الحياة، وحث العليمي في اتصاله جميع القوى والمرجعيات القبلية والمكونات السياسية في المحافظة إلى تغليب لغة الحكمة، وتوحيد الصفوف خلف قيادة السلطة المحلية ومؤسساتها الوطنية لدرجة الفتنة.
تحذير رئاسي من مخاطر التصعيد:
ختام اتصاله، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي تحذيراً صارماً من أي تصعيد ميداني، مشدداً على أن حضرموت ستظل "قاطرة الدولة والتنمية وركناً أساسياً في المشروع الوطني".
وأكد التزام الدولة بتمكين أبناء المحافظة من إدارة مواردهم وتحقيق تطلعاتهم، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن أي تصعيد قد يضر بالمواطنين وخدماتهم الأساسية، ويفتح الباب أمام مخاطر جسيمة قد تعصف بالأمن والسلم الاجتماعي في المنطقة بأكملها.
وتظل الأنظار متجهة نحو حضرموت، حيث تتقاطع التحديات الأمنية مع المخاوف الإنسانية، في مشهد بالغ الحساسية قد يحدد مصير المحافظة في الساعات والأيام القادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news