لا يخوض الإخوان معارك حقيقية على الأرض. مهمتهم أن ينسحبوا ثم يتقدموا على جبهة الإعلام، منطلقين من مفهوم أن وقائع الحرب هي ما تُروى ويصدقها الناس، وليست تلك التي دارت في الجبهات. وعليك أيها المتابع أن تتخيل حاجتهم اليومية إلى تزييف كثير من الأخبار والحقائق وتصديرها عبر فضاءات مفتوحة لتعلم أن حربهم الرئيسية هي الإعلام الذي يتغذى على موسوعة من المفاهيم المضللة، وتُسخَّر له جيوش إلكترونية تنتظم في وظيفة موحدة كأنها شبح رقمي هائل، تتنادى خلاياه عبر البلدان لتسكب على رؤوس الخلق سيلاً من الأباطيل التي تخفي أهدافهم الحقيقية. فالإخوان يقولون شيئاً ويتمخض عنهم ضده، ويقفون على واقع ثم يخرجون منه كظل استواء، ولا شيء يحكم حركتهم سوى “اللوجوس” الباطني الذي يجنبهم الانقراض، متبعين الوصفة التي أعدها الخيميائي الأول صانع إكسير البقاء السياسي.
وعلى المستوى المحلي يتبنى الإخوان معايير مزدوجة وتكتيكات عدائية متفاوتة، تتناسب مع أهدافهم السياسية، وتتضح بشكل جلي في اختلاف حملاتهم الإعلامية الموجَّهة نحو الجنوب ونحو الشمال. فهم جنوباً يسخّرون كل قدراتهم وطاقاتهم لاستهداف المجتمع ذاته، بغية خلخلته وتمزيقه من خلال استدعاء تواريخ ميتة وحكايات مثيرة، والإمعان في تحريض مناطق ضد مناطق وجهات ضد جهات، ليثبتوا أن الجنوب مجرد هويات جغرافية متنافرة، ولا يمتلك ما يؤهله لبناء دولة مستقلة والحفاظ عليها. ومن أجل بقائه تابعاً لا يدّخرون وسيلة، ابتداءً من الحرب المباشرة والإرهاب إلى تزوير الحقائق والتحريض على الفوضى.
أما شمالاً فإن منهجهم الإعلامي مختلف تماماً، إذ ينطلق أولاً من الحرص على تماسك المجتمع والمحافظات مهما كانت طبيعة صراعاتهم مع الآخر. فلا يسعون أبداً إلى تحريض محافظة شمالية ضد أخرى كما يفعلون جنوباً، ولا يرفعون شأن محافظة ويحرقون بكلماتهم الرديئة أخرى كما يفعلون جنوباً، ولا ينسبون سياسياً أو مثقفاً أو جندياً إلى منطقته كما يفعلون جنوباً. يتعاملون شمالاً بلغة السياسة ضد خصومهم حتى في حروبهم، ويحرصون على عدم إظهار أي عداء بين أهله ومناطقه ونواحيه، فلا يطلقون أوصاف القبح إلا في الجنوب الذي يبثون فيه الشرور والفرقة، حتى أنهم يسعون لأن يغرق في مهالك فتنتهم ألف عام، ليظل منزوع الإرادة، حاملاً صفة اللامنتمي لجذوره وتاريخه وثقافته، محروساً بتابعيته لهم.
وفي مسار مكمل لمنهجهم يبثّون بين حين وآخر بكائيات “السيادة المفقودة” حول مدن وجزر وممرات الجنوب، ما تلبث حتى تسري مقاماتها بين أتباع التنظيم من الخليج إلى المحيط. متناسين أن إيران قد امتد نفوذها شمالاً من البحر إلى الصحراء، وأن عرش بلقيس في طريقه إلى “قصر جولستان” دون حاجة إلى “عِفريتٍ من الجن” أو إلى “الذي عنده علم من الكتاب”. لكن دوريات نحيبهم مبرمجة فقط على الجنوب؛ تارة حول بلحاف وتارة أخرى حول سقطرى في شرق خليج عدن. وكأن بلحاف لا ينقصه سوى شعلة غاز تضيء أجواء السيادة الوطنية وترشدها للهبوط في موانئ الزيت والغاز، أو أن سقطرى قد تم سحبها من قبل الفايكنج بعيداً إلى بحر الشمال، أو أنها تحولت إلى “أطلانتس” بحر العرب بعد أن غرقت في المسافة بين “حوارات أفلاطون” وصور “الإعجاز العلمي”.
سينشر الإخوان في الجنوب رُسُل الموت وخلايا الإرهاب، وينثرون ظلمتهم في عيون الغافلين، ويشعلون فتنة هنا وهناك، ويزوّرون الحقائق ويعلو صراخهم حتى ترتد أصداؤه من القطب الشمالي… لكنهم في نهاية المطاف، مثلما فعلوا في كل بلد، يذهبون مع الريح.
لذلك احذروا ياجنوبيين من مكرهم وكونوا يد واحده وشعب واحد واعملوا وناضلوا من اجل استعادة دولتكم الجنوبيه العربيه وخلف قيادتكم العسكريه والسياسيه في المجلس الانتقالي الجنوبي حفظكم الله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news