في وادي وصحراء حضرموت، تتحول الأحداث بسرعة لتشكل محطة فارقة في الصراع على الأرض والكرامة حيث شارع الستين في مدينة سيئون أصبح قلب المواجهة بعد اجتياح قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للاحتلال اليمني في اعتقال المعتصمين السلميين، لتتضح قوة الاعتصام الشعبي كعامل حاسم في رسم مستقبل الأمن والسيادة بالمحافظة.
كما ان الاعتصام لم يعد مجرد احتجاج ، بل تحول إلى معركة استراتيجية تحمل أبعاداً سياسية وأمنية واجتماعية واسعة، تعكس إدراك أبناء حضرموت بأن استمرار النفوذ اليمني يمثل تهديداً مباشراً لمستقبل الجنوب.
منذ اليوم الأول للاعتصام ، ظهر واضحاً أن الحشود الجماهيرية، والتنظيم الشعبي المحكم، والإصرار المستمر، كلها مؤشرات على تحول شعبي غير مسبوق .. ان آلاف المواطنين من مختلف مديريات الوادي والصحراء توافدوا للمشاركة، مرددين رسائل واضحة حضرموت لن تكون جسراً لعودة القوى الإمامية، ولن تتحول إلى غطاء لتمدد الإرهاب أو أدوات الهيمنة الشمالية، هذا التحرك الشعبي يعكس إدراكاً بأن معركة الأرض والكرامة تتجاوز أي حسابات حزبية، وأن السيادة الفعلية تبدأ من الشعب نفسه ومن قدرة الجماهير على فرض إرادتها على الأرض.
اقرأ المزيد...
بـيـان صـادر عن شـبـاب حـضـرموت الأحـرار بالـوادي بخصوص إحداث سيئون
1 ديسمبر، 2025 ( 9:19 مساءً )
الرئيس الزُبيدي يهنئ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحكّام الإمارات بالعيد الوطني الـ54
1 ديسمبر، 2025 ( 9:12 مساءً )
كما ان الاعتصام في شارع الستين يحمل رمزية استراتيجية فهو شريان المدينة وملتقى مديريات الوادي، وموقع يعكس قوة التعبئة الشعبية وقدرتها على الاستمرارية وان انتشار الخيام، ووصول الإمدادات، وتوافد القبائل، جميعها عوامل تعزز الرسالة العملية أن الاعتصام ليس غضباً عابراً، بل فعل مستمر يسعى إلى تحقيق أهداف محددة وواضحة.
من الناحية السياسية، ما يجري في حضرموت هو رد فعل طبيعي على سنوات من الهيمنة العسكرية للمنطقة الأولى، التي استغلت مواقعها الأمنية والسياسية لخلق فراغ مقصود في الوادي، مما سمح بانتشار الإرهاب وازدهار شبكات التهريب. هذا الفراغ لم يكن عشوائياً، بل جاء في إطار سياسة ممنهجة خدمت التنظيمات المتطرفة والقوى اليمنية ، حيث سهلت مرور السلاح لمناطق الحوثيين، وحافظت على السيطرة على الوادي بما يخدم مصالح الإخوان وأطراف خارج المشروع الوطني الجنوبي.
و تؤكد المؤشرات ان المنطقة العسكرية الأولى هي طريق إمداد دعم عسكري إلى مناطق الحوثيين كانت تمر دون اعتراض، بينما كانت المنطقة العسكرية الأولى ترفع شعارات الشرعية إعلامياً وتشارك عملياً في دعم الميليشيات و هذا الواقع دفع الجماهير إلى إعلان رفضها للبقاء المستمر لهذه القوات معتبرين أن وجودها تهديد وجودي لأمن حضرموت وأمن الجنوب كله.
كما أن الأبعاد الأمنية لهذا الاعتصام واضحة حيثما تتمركز القوات الشمالية، يزداد نشاط التنظيمات الإرهابية وتتعرض القوات الجنوبية والمواطنون للمخاطر، بينما تبقى المقرات العسكرية محمية من أي تهديد. هذا الواقع جعل مطلب إخراج القوات الشمالية جزءاً من معركة مكافحة الإرهاب وليس مجرد مطلب سياسي محلي، وهو ما يؤكده انخفاض نشاط الإرهاب في شبوة وأبين بعد خروج قوات الاحتلال اليمني، مما يثبت أن المشكلة ليست في البيئة بل في القوة المسيطرة عليها.
وادي حضرموت لم يعد مجرد منطقة جغرافية، بل خاصرة الجنوب الاستراتيجية. استمرار السيطرة الشمالية على الوادي يعني بقاء التهديد الإمامي على بعد خطوات قليلة من حضرموت والمهرة وشبوة
لذلك تحولت مطالب الأهالي من مجرد احتجاج إلى معركة وجودية تهدف إلى ضمان أمن الجنوب وحماية حدوده واستعادة سيادته على كامل أراضيه.
الاعتصام مرتبط بشكل مباشر بالمشروع الوطني الجنوبي، الذي يرى أن تحرير الوادي وبسط الأمن عليه هما شرطان أساسيان لاستكمال استعادة الدولة الجنوبية. القوات الجنوبية والنخبة الحضرمية قدمت نموذجاً ناجحاً في تأمين المناطق التي تسلمتها، ما يجعل مطلب السيطرة على الوادي مطلباً واقعياً ومدعوماً بالخبرة العملية وليس مجرد شعار.
كما أن الاعتصام ليس مجرد تجمع جماهيري، بل حدث تاريخي يعكس إعادة صياغة العلاقة بين الشعب والسلطة، ويؤكد على التفويض الشعبي الكامل للمطالبة برحيل المنطقة العسكرية الأولى وبسط السيادة الجنوبية على كامل الوادي ..
كما ان حضرموت هي ركيزة أساسية في مستقبل الجنوب بأكمله وان التحرك الشعبي المباشر والتنظيم المتقدم والوعي الجماعي يجعل من لحظة سيئون مرحلة فاصلة في تاريخ الجنوب، حيث الرسالة واضحة حضرموت لن تكون ملاذاً للإمامة ولا للاحتلال اليمني، ولن تبقى رهينة لسطوة الإخوان، ولن تسمح لاستمرار الإرهاب، بل دخلت مرحلة جديدة من النضال لاستعادة سيادتها على الأرض، وتثبيت الأمن وإعادة رسم خارطة القوة في الجنوب بكل وضوح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news