نشر المستشار والكابت السياسي، الدكتور عبدالقادر الجنيد، في صفحته على "فيسبوك" مقالًا تحليليًا مطولًا تناول فيه التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة في محافظتي حضرموت وعدن، معتبرًا أنها تمثل «منعطفًا حاسمًا» يعيد رسم خريطة القوة داخل الجنوب، ويكشف ـ بحسب تعبيره ـ عن انتهاء مشروع الانفصال بصيغته التي روّج لها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية.
وقال الجنيد إن تضارب الأخبار حول مواجهات وحشود عسكرية في حضرموت لا يحجب ـ برأيه ـ حقيقتين واضحتين: إقصاء رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي للرئيس رشاد العليمي في عدن عبر استعراض عسكري واسع في ذكرى الاستقلال، يقابله إقصاء قبلي-أمني في حضرموت نفّذه الشيخ عمرو بن حبريش عبر السيطرة على منشآت نفطية وإزاحة القوات المحسوبة على الانتقالي.
الزبيدي يقصي العليمي في عدن
وأشار الجنيد إلى أن العرض العسكري الذي شهده ساحة العروض في خور مكسر يوم 30 نوفمبر، بمشاركة وحدات عسكرية كبيرة، حمل «رسالة سياسية مباشرة» تجاه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لافتًا إلى أن غياب العليمي عن الفعالية رغم وجوده في عدن يكشف ـ بحسب المقال ـ «إعلانًا صريحًا بأن صاحب السلطة الفعلية هو الزبيدي وليس الرئيس».
ويرى الجنيد أن هذا التطور يعمّق أزمة الشرعية ويكشف حالة «التشظي القيادي» داخل المؤسسات الرسمية، حيث تتوزع السلطة بين مراكز متوازية لا يجمعها تسلسل قيادي واحد.
بن حبريش يقصي الانتقالي في حضرموت
وفي المقابل، تناول المقال سلسلة التطورات الأمنية في حضرموت خلال الأيام الماضية، من بينها تحركات قوات حماية حضرموت التابعة للشيخ بن حبريش، والسيطرة على منشآت نفطية وإصدار أوامر متضاربة بين قيادات عسكرية تابعة للرئاسة والانتقالي.
وأكد الجنيد أن حضرموت، بدعم سعودي مباشر، تمكنت من «إزاحة نفوذ الانتقالي من المحافظة»، في إشارة إلى اللقاء السابق بين بن حبريش والأمير خالد بن سلمان، وما تلاه من تدشين قوات الحماية الحضرمية بتمويل وتجهيز سعودي كامل.
انتهاء مشروع الانفصال بصيغته الواسعة
وبحسب مقال الجنيد، فإن ما حدث في حضرموت «أسقط الشرط الجغرافي الأساسي لأي مشروع انفصال»، مؤكدًا أن حضرموت – إضافة إلى المهرة وشبوة – لم تعد ضمن إجماع جنوبي واحد يمكن أن يشكل دولة مستقلة على حدود 1990 التي يطرحها الانتقالي.
وأشار الجنيد إلى أن الجنوب ذاته يعاني من هويات ومشاريع متباينة، من عدن والضالع ولحج، إلى أبين وشبوة، معتبرًا أن مشروع «حل الدولتين» الذي يطرحه الزبيدي «لم يعد قابلًا للتطبيق» بعد انكشاف حدود النفوذ الفعلية على الأرض.
رسائل سعودية لم تلتقطها الإمارات
وتوقف الجنيد عند دور السعودية والإمارات، مشيرًا إلى أن الرياض وجّهت رسائل واضحة حول دعمها لبن حبريش ورفضها تمدد الانتقالي شرقيًّا، بينما «فشلت أبوظبي والانتقالي في استيعاب هذه الإشارات»، وفق تعبيره.
وبحسب المقال، فإن السعودية انتقلت من «إدارة اليمن» إلى «حماية العمق السعودي»، ما غيّر قواعد اللعبة في حضرموت.
حضرموت.. “البطل المنتظر”
وختم الجنيد مقاله بالإشارة إلى أن حضرموت تتقدم لتكون «القوة الأكثر قدرة على لعب دور وطني جامع»، شريطة أن تفكر – كما يقول – بمعادلة تشمل اليمن كله لا بمصالح محلية فقط، معتبرًا أن المحافظة باتت الأقرب لحمل «راية التوازن» بعد تراجع دور تعز بفعل الحرب والانقسامات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news