يحتفل أبناء الجنوب اليوم بالذكرى الـ58 للاستقلال الجنوبي المجيد في ساحة العروض بعدن، حيث تتجدد مشاهد الكبرياء والكرامة، وتعلو رايات الهوية التي حاولوا طمسها ذات يوم. نحن الجنوبيون نقف اليوم شامخين، نستعيد ذاكرة المقاومة ونعيش حاضر الدولة، ونرى في قائدنا الرئيس عيدروس الزُبيدي صورة الجنوب الذي لا ينكسر ولا ينطفئ.
هناك فرق بين صورتين تختصران مسيرة شعب بأكمله:
- صورة أولى، ضابط يحمل البندقية على كتفه، يقاوم الاحتلال الشمالي بصلابة الفدائي الحر، ويكتب رواية الدفاع عن الأرض بدمه وعزيمته.
- صورة ثانية، قائد فوق المنصة، يبتسم وهو يشاهد سرايا الجيش الجنوبي تمر أمام عينيه، ويصفق لهم بكل فخر واعتزاز؛ ابتسامة وتصفيق يختصران التحول من زمن المقاومة إلى زمن الدولة، من الألم إلى الكرامة.
وفي هذه الساحة نفسها، سقط الشهداء وارتوت الأرض بدمائهم الطاهرة، وجرت دموع الأمهات الثكالى، وارتفعت أصوات الجرحى والمطاردين، وضُربنا بالهراوات، وعانينا من مسيلات الدموع والرصاص المطاطي والحي، لكننا لم نتراجع؛ صمدنا حتى صار الألم وقودًا لمسيرة الحرية، وصارت التضحيات جسرًا نعبر به نحو الدولة والشموخ.
وحين فوضه شعب الجنوب في نفس هذه الساحة، كان وعدنا وعاهدنا… عهد الرجال للرجال، عهد لا ينكسر ولا يتبدد، عهدٌ حمله القائد ومعه شعبه ليصنعوا واقعًا جديدًا يليق بالجنوب وأبنائه.
واليوم، في المكان ذاته الذي شهد دموعنا ودماءنا وصيحاتنا وصرخاتنا، تستعرض قواتنا بكل شموخ وكبرياء، لتقول للعالم: هذا هو الجنوب، وهذه هي إرادة شعبه، والقادم أجمل بإذن الله.
عيدروس الزُبيدي ليس مجرد قائد؛ هو رمز التحول من بندقية المقاومة إلى مؤسسة الدولة، ومن حلم مؤجل إلى واقع يعيشه كل جنوبي اليوم. تلك اللحظة على المنصة لم تكن مجرد ابتسامة وتصفيق، بل كانت شهادة على مسيرة طويلة من التضحيات والوفاء.
سير وعين الله ترعاك يا زعيم الجنوب، ومعك شعبك على العهد والوعد حتى آخر المشوار.
نهنئ شعب الجنوب الأصيل بالذكرى الـ58 للاستقلال الجنوبي المجيد (30 نوفمبر)، وكل عام والجنوب أكثر قوة وكرامة وشموخًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news