عودة الفينيق الجنوبي

     
عدن حرة             عدد المشاهدات : 71 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عودة الفينيق الجنوبي

منصور صالح

بشموخٍ يليق بالتاريخ، وبعزّةٍ تليق بالأوطان التي لا تنحني، عادت ساحة العروض بخور مكسر لتزفّ إلينا بشارةً جديدة من بشارات النصر.

ساحة العروض – أو ساحة الشهداء كما أحبّ أبطال الحراك الجنوبي أن يسمّوها – تستعيد اليوم دورها الأول في رسم خريطةمستقبل الوطن الجنوبي هنا، حيث احتضنت أولى موجات الوعي الجنوبي، واستقبلت مهرجان تفويض القائد لاستعادة الجنوب، تعود لتعلن اكتمال جهود بناء مؤسساته مدنيًا وعسكريًا، وغدًا – بإذن الله، وبإرادة الأحرار – ستعلن قيام دولته، وما ذلك على الله ثم على الأبطال بعزيز.

ها هو الجنوب اليوم يعود، ليس عودةً عابرة ولا صحوةً عادية، بل قيامة كاملة تشبه خروج العنقاء حين تشقّ الرماد لتصنع سماءها الجديدة، وتشبه عودة طائر الفينيق الذي لا يولد إلا حين تتّقد النار حوله شاهدًا على خلوده وقدرته على الانبعاث.

مجدداً ينهض الجنوب، وقبل هذا النهوض العظيم كان هناك رجالٌ حملوا جمرة القضية في أكفّهم، حين وقفوا في ساحات النضال السلمي يوم كان مجرد الوقوف جريمة، ويوم كان رفع العلم يستدعي الإبادة بقذيفة دوشكا،وما وضاح البدوي إلا شاهدٌ حيّ وشهيدٌ خالدٌ على تلك المرحلة القاسية.

سنواتٌ عصيبة شقّ فيها مناضلو الحراك السلمي الطريق الأولى.

كان الصوت وحده سلاحًا، والهتاف درعًا، والإصرار بوابةً نحو الأمل.

كانوا الطليعة التي هزّت الجدران، وأربكت الطغاة، وأعادت للجنوب ذاكرته وحقه في أن يحلم.

لم يكن النضال السلمي قدرًا ثابتًا؛ فحين نضجت الظروف واستدعت الحاجة، جاءت المقاومة الجنوبية لتكمل ما بدأه أولئك السلميون الشجعان، بقيادة رجالٍ واجهوا الموت بصدورٍ عارية وقلوبٍ لا تُقهر.

فكانوا الزلزال الذي سقطت أمامه عروش الغطرسة، والعاصفة التي بددت أوهام السيطرة، والنصل الذي شقّ طريق التحرير.

اختلطت دماؤهم بتراب الأرض، فاستيقظ الجنوب من سباته الطويل، واستعاد ملامحه التي حاولت الطغاة والغزاة طمسها.

وحين التقت تضحيات الساحات ببطولات الجبهات، واجتمع الصوت السلمي مع البندقية الوطنية، اكتمل الجنوب في صورته الجديدة:

جنوبٌ يعرف نفسه، ويعرف طريقه، ويؤمن أن السيادة تُنتزع ولا تُمنح.

والرسالة التي تحملها هذه العودة – عودة الجيش، وعودة الروح، وعودة الحلم – رسالة واضحة لا التباس فيها:

جنوبُ اليوم ليس جنوبَ الأمس.

لن يُعاد تشكيله كما يشتهي الآخرون،

ولن يُدار بعقلية الماضي،

ولن يعود أرضًا مستباحةً لسلطانٍ أو نفوذٍ غريب.

إنه جنوبٌ خرج من النار أقوى، ومن التجارب أحكم، ومن المعاناة أصلب.

جنوبٌ تعلّم أن انكسار الحق لا يعني موته، وأن صمت الأرض لا يعني قبولها، وأن الشعوب التي تستيقظ لا تنام مرة أخرى…

خصوصًا حين يتصدر المشهد زعيمٌ فذّ كأبي القاسم عيدروس الزبيدي حفظه الله، الذي جمع حلم الشعب وصلابة القائد ورؤية الدولة.

عاد الجنوب… كما العنقاء، وكما الفينيق.

عاد الجنوب، لكنه هذه المرة يدرك قوته، ويعرف قيمته، ويحمل في جناحيه رسالةً للتاريخ وللعالم:

أن الجنوب الذي نهض اليوم بجيشه العظيم، الحارس لكل حدود الوطن، هو الجنوب الذي لن ينكسر مرة أخرى.

منصور صالح

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مسؤول في الانتقالي يهاجم السعودية ويشتم المغتربين اليمنيين فيها

بوابتي | 1087 قراءة 

عاجل:انحساب قوات الانتقالي من هذه المواقع في حضرموت ودخول هذه القوات بدلا عنها

كريتر سكاي | 931 قراءة 

 بيان رقم (1) من معاشيق قد يعلن الزبيدي (رئيسًا).. إعلامي عربي يتوقع هذا!!

موقع الأول | 915 قراءة 

سياسي سعودي: عقوبات دولية كبيرة مرتقبة ضد الانتقالي.. وثلاث قيادات سيدفعون الثمن (الأسماء)

المشهد اليمني | 872 قراءة 

علي ناصر محمد يخرج عن صمته ويعلن موقفه من التطورات المفاجئة في اليمن ويطلق تحذيرًا عاجلًا

المشهد اليمني | 819 قراءة 

الإمارات تكشف موقفها الرسمي من مطالب انفصال جنوب اليمن ودعم الانتقالي

نيوز لاين | 818 قراءة 

عقب تصريحات النعماني بالتحالف مع الحوثي.. توافد أعداد كبيرة من القيادات السلفية المنضوية تحت «درع الوطن» للانضمام إلى القوات الجنوبية

العاصفة نيوز | 769 قراءة 

المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بياناً هاماً

يمن فويس | 695 قراءة 

وزير الخارجية الأسبق ‘‘أبوبكر القربي’’ يتحدث عن ‘‘إنجاز جديد’’ ينهي الأزمة اليمنية

المشهد اليمني | 668 قراءة 

أنباء عن تحركات إماراتية لتغيير الحكومة وبحاح في صدارة المشاورات

موقع الجنوب اليمني | 529 قراءة