عودة الفينيق الجنوبي

     
عدن حرة             عدد المشاهدات : 37 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عودة الفينيق الجنوبي

منصور صالح

بشموخٍ يليق بالتاريخ، وبعزّةٍ تليق بالأوطان التي لا تنحني، عادت ساحة العروض بخور مكسر لتزفّ إلينا بشارةً جديدة من بشارات النصر.

ساحة العروض – أو ساحة الشهداء كما أحبّ أبطال الحراك الجنوبي أن يسمّوها – تستعيد اليوم دورها الأول في رسم خريطةمستقبل الوطن الجنوبي هنا، حيث احتضنت أولى موجات الوعي الجنوبي، واستقبلت مهرجان تفويض القائد لاستعادة الجنوب، تعود لتعلن اكتمال جهود بناء مؤسساته مدنيًا وعسكريًا، وغدًا – بإذن الله، وبإرادة الأحرار – ستعلن قيام دولته، وما ذلك على الله ثم على الأبطال بعزيز.

ها هو الجنوب اليوم يعود، ليس عودةً عابرة ولا صحوةً عادية، بل قيامة كاملة تشبه خروج العنقاء حين تشقّ الرماد لتصنع سماءها الجديدة، وتشبه عودة طائر الفينيق الذي لا يولد إلا حين تتّقد النار حوله شاهدًا على خلوده وقدرته على الانبعاث.

مجدداً ينهض الجنوب، وقبل هذا النهوض العظيم كان هناك رجالٌ حملوا جمرة القضية في أكفّهم، حين وقفوا في ساحات النضال السلمي يوم كان مجرد الوقوف جريمة، ويوم كان رفع العلم يستدعي الإبادة بقذيفة دوشكا،وما وضاح البدوي إلا شاهدٌ حيّ وشهيدٌ خالدٌ على تلك المرحلة القاسية.

سنواتٌ عصيبة شقّ فيها مناضلو الحراك السلمي الطريق الأولى.

كان الصوت وحده سلاحًا، والهتاف درعًا، والإصرار بوابةً نحو الأمل.

كانوا الطليعة التي هزّت الجدران، وأربكت الطغاة، وأعادت للجنوب ذاكرته وحقه في أن يحلم.

لم يكن النضال السلمي قدرًا ثابتًا؛ فحين نضجت الظروف واستدعت الحاجة، جاءت المقاومة الجنوبية لتكمل ما بدأه أولئك السلميون الشجعان، بقيادة رجالٍ واجهوا الموت بصدورٍ عارية وقلوبٍ لا تُقهر.

فكانوا الزلزال الذي سقطت أمامه عروش الغطرسة، والعاصفة التي بددت أوهام السيطرة، والنصل الذي شقّ طريق التحرير.

اختلطت دماؤهم بتراب الأرض، فاستيقظ الجنوب من سباته الطويل، واستعاد ملامحه التي حاولت الطغاة والغزاة طمسها.

وحين التقت تضحيات الساحات ببطولات الجبهات، واجتمع الصوت السلمي مع البندقية الوطنية، اكتمل الجنوب في صورته الجديدة:

جنوبٌ يعرف نفسه، ويعرف طريقه، ويؤمن أن السيادة تُنتزع ولا تُمنح.

والرسالة التي تحملها هذه العودة – عودة الجيش، وعودة الروح، وعودة الحلم – رسالة واضحة لا التباس فيها:

جنوبُ اليوم ليس جنوبَ الأمس.

لن يُعاد تشكيله كما يشتهي الآخرون،

ولن يُدار بعقلية الماضي،

ولن يعود أرضًا مستباحةً لسلطانٍ أو نفوذٍ غريب.

إنه جنوبٌ خرج من النار أقوى، ومن التجارب أحكم، ومن المعاناة أصلب.

جنوبٌ تعلّم أن انكسار الحق لا يعني موته، وأن صمت الأرض لا يعني قبولها، وأن الشعوب التي تستيقظ لا تنام مرة أخرى…

خصوصًا حين يتصدر المشهد زعيمٌ فذّ كأبي القاسم عيدروس الزبيدي حفظه الله، الذي جمع حلم الشعب وصلابة القائد ورؤية الدولة.

عاد الجنوب… كما العنقاء، وكما الفينيق.

عاد الجنوب، لكنه هذه المرة يدرك قوته، ويعرف قيمته، ويحمل في جناحيه رسالةً للتاريخ وللعالم:

أن الجنوب الذي نهض اليوم بجيشه العظيم، الحارس لكل حدود الوطن، هو الجنوب الذي لن ينكسر مرة أخرى.

منصور صالح

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الرياض تمهل الانتقالي للانسحاب من حضرموت وتلوّح باستخدام سلاح الجو

المجهر | 1195 قراءة 

معارك عنيفة وتعزيزات كبرى.. عشرات النقاط العسكرية تُنصب

نيوز لاين | 906 قراءة 

مصادر قبلية تكشف عن تراجع المتمرد بن حبريش والانسحاب الكامل من مواقع الشركات مقابل شرطين!

عدن تايم | 521 قراءة 

 تسريب فيديو خطير.. العوبثاني يخاطب جنوده من داخل بترو مسيلة: “هذا حقنا ولن نسلمها للضالع ولا يافع”!!

موقع الأول | 446 قراءة 

انفجار يستهدف قوات ‘‘العمالقة’’ في أبين والكشف عن حصيلته

المشهد اليمني | 337 قراءة 

آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بدعوته إلى اعتماد مصطلح ”الجزيرة العربية“ بدلا عن ”اليمن والخليج“

بوابتي | 331 قراءة 

قناة الجمهورية تحذف منشورات داعمة لتحركات قوات “الانتقالي” في حضرموت

يمن ديلي نيوز | 317 قراءة 

فضيحة نعيم قاسم تهز صنعاء.. قضاء الحوثيون يتجه لطمسها باعدام 9 يمنيين ابرياء

المنتصف نت | 301 قراءة 

حلف القبائل والانتقالي الجنوبي يعلنان موقفهما من تعيين سالم الخنبشي محافظاً لحضرموت

نيوز لاين | 291 قراءة 

مواجهات في هضبة حضرموت بالتزامن مع تعزيزات للانتقالي ووصول الخنبشي للمكلا

الوطن العدنية | 220 قراءة