يشكو الكثيرون من أن الألم الناتج عن الإصابات القديمة، مثل الكسور أو الالتواءات، وكذلك الحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل، يزداد سوءًا أثناء الطقس البارد أو الممطر، وهي ظاهرة لاحظها أبقراط منذ 2500 عام. وغالبًا ما يزعم المرضى أنهم قادرون على التنبؤ بالعواصف أو تساقط الثلوج بناءً على مستوى الألم لديهم. وعلى الرغم من أن هذه الملاحظة شائعة بين الأطباء، إلا أن التفسير العلمي لها لا يزال غامضًا.
البحوث حول هذا الموضوع محدودة وفي بعض الأحيان متناقضة، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن التغيرات في الطقس، خاصة الرطوبة والضغط الجوي، قد تؤثر على الألم من خلال التسبب في تورم الأنسجة وتأثيرها على كيفية نقل الأعصاب لإشارات الألم إلى الدماغ.
وعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة عام 2016 شملت 2,369 متابعة بعد كسور العظام أن المرضى أبلغوا عن ألم أكبر في الأيام التي يكون فيها الضغط الجوي منخفضًا والرطوبة فوق 70%، ومع ذلك، ارتبطت درجات الحرارة المرتفعة أيضًا بزيادة الألم بشكل مفاجئ. وبالمثل، وجدت دراسة أُجريت عبر الهواتف الذكية عام 2019 شملت 2,658 شخصًا يعانون من الألم المزمن أن الألم يزداد مع ارتفاع الرطوبة وانخفاض الضغط، لكن لم يتم العثور على صلة بالحرارة.
وتوجد نتائج متناقضة في أبحاث التهاب المفاصل، حيث أظهرت بعض الدراسات أن الألم يزداد مع انخفاض درجات الحرارة، بينما لم تجد أخرى أي ارتباط كبير.
وتقدم الدراسات على الحيوانات بعض الرؤى الإضافية، إذ أظهرت أبحاث على الفئران المصابة بالتهاب المفاصل سلوكيات ألم أكثر في الظروف منخفضة الضغط ودرجة الحرارة. ووجدت دراسة أن الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم تصبح أكثر حساسية عند انخفاض الضغط الجوي. وأظهرت أبحاث أخرى أن انخفاض الضغط الجوي يسبب تمدد الأنسجة المحيطة بالمفاصل، ما يؤدي إلى الألم والوجع. كما أن درجات الحرارة الباردة قد تزيد من تصلب العضلات والأنسجة الرابطة، ما يسهم في زيادة الانزعاج.
وعلى الرغم من التناقضات في الدراسات البشرية، يتفق الخبراء إلى حد كبير على أن الألم المرتبط بالطقس حقيقي. وتؤكد الدكتورة جينيفر مورياتيس وولف، أستاذة جراحة العظام لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن مرضاها يبلغون باستمرار عن تفاوتات في الألم مرتبطة بتغير الطقس. ويشير الدكتور تيموثي ماكاليندون، رئيس قسم الروماتيزم في مركز تافتس الطبي، إلى أن تدفئة الجسم قبل النشاط تساعد على استرخاء الأنسجة، ما يشير إلى أن البرد قد يزيد من الشعور بالألم.
الحل
ولتخفيف الألم، ينصح الخبراء باستخدام وسائد التدفئة لتسخين المناطق المصابة. كما يمكن أن تساعد القفازات الضاغطة والدعامات بعض مرضى التهاب المفاصل في التعامل مع الألم الناتج عن تغير الضغط الجوي. وبينما لا يمكن التحكم في الطقس، فإن إدراك تأثيره على الألم واستخدام استراتيجيات وقائية يمكن أن يساعد المرضى على التكيف.
باختصار، قد تساهم تقلبات الضغط الجوي والرطوبة ودرجة الحرارة في زيادة الألم الناتج عن الإصابات القديمة والحالات المزمنة، ما يجعل الانزعاج المرتبط بالطقس ظاهرة معترفًا بها، وإن كانت معقدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news