دخلت العاصمة الأميركية واشنطن حالة استنفار أمني مساء الأربعاء/الخميس عقب إصابة اثنين من عناصر الحرس الوطني بجروح بالغة في حادث إطلاق نار وقع على مقربة من البيت الأبيض، وأثار موجة واسعة من ردود الفعل السياسية والأمنية.
وأوضحت المدعية العامة للعاصمة، أن العنصرين المصابين لا يزالان في وضع حرج، فيما يخضع مطلق النار لرقابة مشددة داخل أحد المستشفيات. ووفق موقع "أكسيوس"، وقع الهجوم عند الساعة الثانية والربع بعد الظهر بالتوقيت الشرقي قرب محطة مترو فاراغوت ويست، على بعد دقائق سيراً من البيت الأبيض، حيث قاد المشتبه به سيارته من ولاية واشنطن باتجاه العاصمة قبل أن يستهدف الجنديين.
وذكرت شرطة العاصمة أن العنصرين كانا مسلحين أثناء تعرضهما لإطلاق النار من مسافة قريبة، وأكدت أنه تم تأمين موقع الحادث حوالي الثالثة عصراً، فيما جرى توقيف المشتبه به الذي أصيب بجروح خطيرة خلال عملية السيطرة عليه.
وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في خطاب مسائي أن منفذ الهجوم مواطن أفغاني وصل إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2021 ضمن برنامج "عملية الترحيب بالحلفاء" الذي أطلقته إدارة بايدن لاستيعاب الأفغان المعرّضين للخطر بعد الانسحاب الأميركي من كابول. وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم أكدت هذه المعلومات، موضحة أن دخوله البلاد تم في الثامن من سبتمبر 2021.
وسائل إعلام أميركية، بينها شبكة "فوكس نيوز"، أفادت أن المشتبه به البالغ من العمر 29 عاماً عمل سابقاً مع وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والجيش الأميركي وهيئات حكومية أخرى في أفغانستان، قبل أن يتم إجلاؤه إلى الولايات المتحدة عقب سيطرة طالبان على البلاد. ونقلت الشبكة عن مدير CIA جون راتكليف أن المشتبه به كان عنصراً في قوة شريكة للولايات المتحدة في قندهار، إحدى أبرز القواعد العسكرية الأميركية هناك.
ووصف الرئيس ترمب الحادث بأنه "عمل إرهابي" وأكد دعمه للحرس الوطني والقوات الأمنية، متعهداً بتشديد سياساته المناهضة للهجرة. وكتب على منصة "تروث سوشيال" أن المعتدي "سيدفع ثمناً باهظاً للغاية".
المدعية العامة للعاصمة أعلنت أن السلطات تعمل مع شركاء فيدراليين لفحص سجل الهجرة وإجراءات التدقيق الخاصة بالمشتبه به. من جانبه، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل إن التحقيقات مستمرة، مؤكداً أن ما جرى "عمل إرهابي شنيع" وأن السلطات عازمة على تحقيق العدالة.
ووصفت عمدة واشنطن مورييل باوزر الحادث بأنه "هجوم مستهدف نفّذه شخص واحد". وبحسب "أكسيوس"، طلب الرئيس ترمب نشر 500 عنصر إضافي من الحرس الوطني لتأمين العاصمة، ليرتفع عدد الجنود المنتشرين إلى نحو 2200.
وأعلن حاكم ولاية فرجينيا الغربية باتريك موريسي في البداية وفاة العنصرين، قبل أن يتراجع موضحاً أنه تلقى تقارير متضاربة بشأن حالتهما، مؤكداً متابعة حكومته للتطورات مع السلطات الفيدرالية.
وزير الجيش الأميركي دان دريسكول زار المصابين في المستشفى، وقال إن "قلبه ينفطر" على الجنديين وعائلاتهما والمتضررين من "الهجوم المروع".
الحادث الذي وقع على بعد خطوات من البيت الأبيض فتح ملفاً جديداً حول إجراءات التدقيق الأمني والهجرة، وأعاد تسليط الضوء على تداعيات الانسحاب الأميركي من أفغانستان، فيما تتواصل التحقيقات الفيدرالية لتحديد كافة ملابسات الهجوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news