تبة في تعز تحمل اسم الصالحين ولا تشبههم.. “إصلاح” تكشف حقيقتها

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 53 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تبة في تعز تحمل اسم الصالحين ولا تشبههم.. “إصلاح” تكشف حقيقتها

أعد القصة لـ “يمن ديلي نيوز”

عميد المهيوبي:

بين زوايا منزلٍ صغير، لا يبعد سوى بضعة أمتار عن مسلحي جماعة الحوثي المصنفة إرهابية في” تبة الصالحين”، بمنطقة الشقب، محافظة تعز، تقطن المواطنة،” إصلاح محمد عبيد” ذات الـ 37 خريفًا، برفقة زوجها وأطفالها السبعة.

لم تكن الحرب يوماً خيارًا لها كما أنها لم تكن خيارًا لأي من أبناء هذه المحافظة، لكن البقاء في المنزل رغم أزيز الرصاص وأصوات المدافع وخطر الموت المحتوم كان خيارها الوحيد.

مغامرة يومية

إصلاح لم تكن وحدها في هذا القرار الصعب، فالكثير من الأسر مثلها عاشوا مرارة الحرب ومرارتها منذ اليوم الأول لسيطرة الحوثيين على تبة الصالحين.

كان الهروب مستحيلاً والبقاء مغامرة يومية على حافة الموت تقول إصلاح لـ “يمن ديلي نيوز“ مضيفة: “عندما اقتحم الحوثيون الشقب ونزح الناس وجدنا أنفسنا نحن والكثير من الأسر مجبرين على البقاء في منازلنا وعدم مغادرتها، لا نمتلك تكاليف النزوح وليس لدينا قريب يستقبلنا في مناطق الحوثيين كما هو حال الذين نزحوا”.

تضيف” المزارع الخاصة بنا التي هي مصدر رزقنا تقع هنا في خط النار ونحن نعتمد عليها بشكل كبير. لو نزحنا من أين نأكل ونشرب؟”.

كان رد إصلاح هذا كافياً لتلخيص مأساة عشرات الأسر التي تعيش على خطوط التماس بين خيارين أحلاهما مرُّ إما مغادرة المنطقة ومكابدة النزوح، أو البقاء فيها  بكرامة وعزة في انتظار الموت بالرصاص.

 زوجها عبدالله عبدالجبار، رجل في العقد الرابع من عمره يعمل في أعمال يدوية متقطعة داخل القرية، بحكم الحرب وتراجع فرص العمل.

باتت الأسرة تعتمد بشكل شبه كلي على مزارع القات الواقعة تحت مرمى القناصين أو في الأماكن الواقعة تحت سيطرة المليشيات التي لا تفرق باستهدافها بين صغير وكبير.  

لحظاتٌ عصيبة

أكثر من عشر سنوات عاشت إصلاح وأسرتها في خط النار بين الاشتباك والموت المرير، كانت سنوات مثقلة بالذكريات المأساوية التي لا تنحمي ذاكرة البشر.

تتحدث إصلاح عن واحدة من هذه اللحظات المؤلمة: “خرجتُ في عصر في يوم 18 أكتوبر/تشرين 2025م لأدخل المواشي بجوار البيت ولم أكن أعلم أن قناص الحوثيين يترصد كل من يخرج أو يدخل في المكان”.

وتتابع: “كنت أدخل المواشي إلى الاصطبل وسمعت صوت الرصاص ولم أدرِ أنني الضحية إلا عندما رأيت ابنتي تصرخ من أمام باب البيت قائلة “ماما”، عندها شعرت بالدم يسيل عند أقدامي فصرخت بصوت عالي وسقطت ارضاً من الخوف”.

يقول زوجها عبدالله: “سمعت صوت الصراخ وأنا في البيت فظننت أن القناص قد قتل أحد أولادي أو زوجتي، خرجت مفزوعاً ورأيت إصلاح مطروحة على الأرض، وهي تشير لي ألا أقترب، تماسكت بأعجوبة، ثم سحبت هي نفسها باتجاهي حتى وصلت فحاولتُ إيقاف النزيف دون جدوى، حملتها وسرتُ خفية كي لا يراني القناص”.

 ويضيف لـ”يمن ديلي نيوز”: “وصلت بها إلى الوحدة الصحية الحديثة التي افتتحت مؤخراً في المنطقة وكنتُ مضرجاً بالدم، بدأ كادر الوحدة البسيط بإجراء الاسعافات الاولية ولكنه لم يستطع فعل المزيد فأخبرني بأن الرصاصة اخترقت الشريان الفخذي في الرجل اليمنى ووصلت إلى الفخذ الأيسر وطلب مني نقلها إلى المدينة”.

بلا سيارة إسعاف

كم هو صعبٌ أن تجد سيارة لإسعاف مريضك وأنت لا تملك مالاً، يقول عبدالله وهو يصف معاناته فالجبهة في الشقب بعيدة عن المدينة ولا توجد فيها حتى سيارة لنقل الجرحى.

لكن أحد سائقي السيارات في المنطقة بادر بمساعدتهم وانطلق بهم في طريق وعرة تستغرق ثلاث ساعات للوصول إلى مستشفيات المدينة وعند وصولهم إلى مستشفى الثورة تقرر إجراء عملية جراحية طارئة لإصلاح ونقلها إلى العناية المركزة.

الأسرة لم تكن تمتلك سوى مسدس يعود لأحد الأقارب،  يقول عبدالله: ” قمنا برهن المسدس في صندوق المستشفى لضمان دخولها العمليات”.

ويواصل في حديثه لـ ”يمن ديلي نيوز“: “كُتب لنا علاج لتوفيره من الصيدلية ولم يتبقَ معنا سوى بندقية أحد المرافقين الذين رافقونا إلى المدينة فاضطررنا لرهنها لدى الصيدلية مقابل فتح حساب للجريحة يضمن لنا توفير الأدوية بشكل مستمر”.

نجحت العملية وخرجت إصلاح إلى العناية المركزة لتلقي العلاج فيما بقي قبح مليشيات الحوثي الإرهابية حاضراً. تلك التي تدعي نصرة غزة بينما تقتل اليمنيين بلا رحمة.

مناشدة للحكومة

والمنظمات

تناشد إصلاح وزوجها الحكومة بتحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه المواطنين في الشقب والعمل على تأمين المنطقة أو توفير بدائل تعينهم على تجاوز المأساة التي يعيشونها بلا توقف.

كما ناشدت “إصلاح” المنظمات والعاملين في المجال الإنساني للنظر إلى معاناتها والوقوف معها ومع أسرتها وكل ضحايا الحرب قائلة: “أناشدكم بحق الضمير والإنسانية ألا تتركونا في محنتنا وحدنا وأن تتحملون مسؤولياتكم تجاهنا وكل المواطنين”.

مرتبط

الوسوم

اليمن،

الشقب،

تبة الصالحين،

تعز،

جماعة الحوثي،

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ننشر السيرة الذاتية لمحافظ حضرموت الجديد سالم احمد سعيد الخنبشي

نافذة اليمن | 1273 قراءة 

قرار جمهوري بتعيين محافظ لمحافظة حضرموت

حشد نت | 1264 قراءة 

باجيل يجتمع مع مشايخ وأعيان الوازعية لبحث ترتيبات الذكرى الثامنة لثورة ديسمبر

حشد نت | 650 قراءة 

خلف أبواب المعاشيق.. اتفاق يمني خليجي يرسم ملامح المرحلة القادمة

جنوب العرب | 591 قراءة 

ابنة قيادي حوثي تستفز المواطنين في شوارع صنعاء

المنتصف نت | 583 قراءة 

مجلس حضرموت الوطني يعلن موقفه من تعيين سالم الخنبشي محافظاً للمحافظة

المشهد اليمني | 526 قراءة 

الهضبة تتهم السعودية والإمارات بالوقوف وراء التوجه العام لإنهاء التمرد بحضرموت

الأمناء نت | 519 قراءة 

اليمن.. استعدادات مكثفة للمعركة الأخيرة مع الحوثيين

عدن حرة | 518 قراءة 

تصريح ناري لمحافظ حضرموت الجديد ويكشف عن موقفه من التوتر العسكري

كريتر سكاي | 460 قراءة 

عيدروس الزبيدي يصل عدن ويقوم بهذا الامر

كريتر سكاي | 389 قراءة