كشفت مصادر مطلعة، أن عملية اغتيال القيادي العسكري في جماعة الحوثي محمد الغماري جاءت نتيجة تتبع ومراقبة دقيقة استمرت نحو ثلاثة أشهر، تمكن خلالها الجانب الإسرائيلي من تحديد أماكن وجوده ولقاءاته مع قيادات أخرى عبر اختراق أنظمة وكاميرات المراقبة، التي ساعدت جودتها العالية في التعرف على ملامحه وهويته. وفق ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
جهاز لاسلكي سهّل عملية التتبع
المصادر أوضحت أن اكتشاف نوع الجهاز اللاسلكي الذي كان يستخدمه الغماري، بصفته قائد أركان حرب الجماعة، ساعد في مراقبة تحركاته الميدانية وتحديد موقعه قبل استهدافه. وأكدت أن عملية الاغتيال نُفذت أواخر أغسطس الماضي خلال غارات إسرائيلية استهدفت مبانٍ كان عدد من القادة الحوثيين يجتمعون فيها، وأسفرت عن مقتل أحمد الرهوي، رئيس حكومة الجماعة غير المعترف بها، وعدد من أعضائها، إضافة إلى الغماري الذي كان في مقر اجتماع آخر.
تحقيق استخباراتي حول الجهاز
منصة "إنتيلي تايمز" المتخصصة في القضايا الأمنية والاستخباراتية كشفت أن الجهاز اللاسلكي الذي كان يحمله الغماري يشبه أجهزة تُصنع في إسرائيل، مماثلة لتلك التي استخدمها قادة في "حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني الذين استهدفهم الطيران الإسرائيلي سابقاً. وذكرت المنصة أن الغماري كان يحمل طراز "موتورولا TLR7"، وهو جهاز يباع عبر شركات ومتاجر صينية تحت أسماء تجارية مختلفة، ما يرجح أنه سهّل عملية التتبع والاستهداف.
مراقبة شاملة وتحركات مرصودة
المنصة ذاتها أشارت إلى أن الجهاز شوهد مع الغماري لأول مرة عبر قناة تلفزيونية حوثية، الأمر الذي ساعد في تأكيد هويته وربط ذلك بعمليات التجسس على المكالمات ومراقبة التحركات الميدانية ومواقع الاجتماعات. وتوقعت المصادر أن الغماري كان تحت المراقبة طوال تلك الفترة، وأن استهدافه لم يتم إلا بعد التأكد من بقائه في الموقع المستهدف لفترة كافية لتنفيذ الغارة الجوية.
نشاط استخباراتي منذ يونيو
المصادر رجحت أن الاستخبارات الإسرائيلية بدأت منذ يونيو الماضي التأكد من هويات عدد من القادة العسكريين الحوثيين، ومن بينهم الغماري، عبر رصد تحركاتهم باستخدام كاميرات وأنظمة المراقبة. وأكدت أن هذه الأجهزة ساعدت في مراقبة سيارات القادة ومرافقيهم خلال حفلات تخرج دفعات أمنية وعسكرية نظمتها الجماعة في معسكرات ومدارس تابعة لها.
قاعدة معلومات عبر الكاميرات
أنظمة المراقبة في تلك المعسكرات والمدارس شكلت قاعدة معلومات استخباراتية، حيث تمكنت إسرائيل من التعرف على سيارات القيادات ومرافقيهم وأجهزة الاتصال التي يستخدمونها. وأشارت المصادر إلى أن الجماعة فرضت قيوداً على تواصل قادتها مع عائلاتهم وأصدقائهم بعد الضربات، خشية وقوع اختراق لشبكات الاتصال العامة والخاصة، ما قد يؤدي إلى بناء شبكة معلومات جديدة تساعد في استهداف قيادات أخرى.
الجماعة الحوثية تكتمت على مقتل الغماري لأكثر من شهر ونصف، واستمرت في نشر أخبار عنه قبل أن تعلن رسمياً مقتله في 16 أكتوبر الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news