استعادت العاصمة عدن اليوم دورها الريادي كعاصمة تقود التحولات الكبرى الدولية والعربية ، وهي تحتضن المؤتمر الوطني الأول للطاقة لكونه حدثٌ يوصف بأنه الأكثر أهمية منذ سنوات باعتباره يضع الجنوب على عتبة مرحلة جديدة من التخطيط الواعي وإدارة الموارد بعيون المستقبل.
حبث لم يكن انعقاد المؤتمر مجرد فعالية تقنية أو لقاء بل جاء كرسالة سياسية وتنموية مفادها أن الجنوب اليوم يمتلك قيادة تتعامل مع ملف الطاقة بوصفه ركيزة للسيادة والتنمية لا مجرد خدمة يومية.
فالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي كان وما يزال الأكثر إصرارا على تحويل مجالات الطاقة إلى محور إصلاح شامل إدراكاً منه بأن أي مشروع وطني لا يمكن أن ينهض دون كهرباء مستقرة، واستثمارات آمنة، وشراكات منفتحة على العالم.
اقرأ المزيد...
باتيس يقف أمام آخر التحضيرات للجان المختصة لفعالية 30 نوفمبر بسيئون
27 نوفمبر، 2025 ( 3:34 مساءً )
اغتيال مسؤول امني داخل سيارته في العاصمة عدن
27 نوفمبر، 2025 ( 3:25 مساءً )
وفي خلفية المشهد يبرز الدور الحيوي لـ دولة الإمارات العربية المتحدة التي شكّلت خلال السنوات الماضية الداعم الأبرز لبرامج إعادة الإعمار في الجنوب، وواحدة من أهم الشركاء الإقليميين في مشاريع الطاقة والبنى التحتية.
كما ان حضور دولة الإمارات في هذا الملف ليس طارئاً ولا شكليا بل امتداد لمسار طويل من الدعم للجنوب الذي أسهمت في إنشاء وتحديث محطات كهربائية، وإدخال حلول بديلة للطاقة النظيفة، وتمويل مشاريع إغاثية وتنموية أساسية بالإضافة لكونها سند في الدعم العسكري والأمني.
ومع انعقاد المؤتمر تتجدّد تلك الشراكة في صورة أكثر نضجا عبر مشاركة خبراء إماراتيين وإقليميين ودوليين يناقشون احتياجات الجنوب ويضعون نماذج عملية لقطاع طاقة آمن وقادر على الصمود.
كما تميزت فعاليات المؤتمر بكونها لا تشبه أي فعالية سابقة فالبرنامج صُمّم ليجمع أعلى مستويات القيادة السياسية والاقتصادية، بجانب ممثلي شركاء التنمية الدوليين، وشركات الطاقة الخاصة، ورجال الأعمال، وخبراء الطاقة المتجددة و اللافت أكثر هو توسعة المشاركة لتشمل الجامعات، المراكز البحثية منظمات المجتمع المدني والشباب المبتكرين في خطوة نقلت ملف الطاقة من المكاتب المغلقة إلى النقاش المفتوح الذي يلامس هموم المواطن.
كما شهد المؤتمر جلسات متعددة وذلك بما تضمه من أوراق عمل ونقاشات متعمقة لم تكن عبارة عن توصيات عابرة بل شكلت نواة لـ خارطة طريق وطنية تضع حلولا عملية لكثير من المشكلات التي تراكمت خلال السنوات الماضية من تهالك الشبكات إلى ضعف التمويل إلى الحاجة لإطار قانوني جاذب للاستثمار.
ومن بين أبرز المسارات التي طُرحت منها ” تطوير تشريعات تُسهّل دخول المستثمرين إلى قطاع الطاقة.
تعزيز حضور الطاقة الشمسية والبديلة كخيار إستراتيجي وليس كحل طارئ.
إعادة تنظيم سوق الطاقة ودمج القطاع الخاص في مشاريع الشراكة طويلة الأمد.
كما أن انعقاد المؤتمر في العاصمة عدن يحمل بدوره رسالة بالغة الأهمية لكونها واقعة وطنية بهذا الحجم وفي ظرف دقيق ليؤكد أن العاصمة عدن رغم التحديات قادرة على أن تكون منصة لصناع القرار، ومركزاً للحوار الإقليمي والدولي.
كما يعزز ثقة المؤسسات المانحة والشركاء الدوليين بأن الجنوب يمضي في طريق إصلاحي حقيقي مدعوم بقيادة سياسية قوية ورؤية اقتصادية واضحة وتحالف إقليمي ثابت مع الإمارات.
قد لا تُحل ملفات الطاقة بين ليلة وضحاها و لكن هذا المؤتمر وضع الحجر الأولى في الطريق الصحيح طريق يتجه نحو قطاع طاقة متوازن مستدام وشفاف يساهم في حماية الاقتصاد الجنوبي ويدعم مشروع استعادة الدولة.
كما يمثل هذا الحدث لحظة تاريخية ونادرة اجتمع فيها السياسي والاقتصادي والبحثي والمجتمعي تحت سقف واحد مما يعكس روح الجنوب التي يعمل الرئيس الزُبيدي على ترسيخها جنوب يبني ولا ينتظر يخطط ولا يراهن على الصدفة ويشق طريقه نحو المستقبل بثبات وشراكة ووعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news