شهلائي يعود وصنعاء تغلي .. من يسيطر على المطار؟ ومن يسيطر على الجماعة؟
قبل 6 دقيقة
في اليمن، كل شيء يمكن تجاهله، إلا ما يحدث هذه الأيام في صنعاء.
فالمدينة تغلي تحت السطح، والأسئلة الكبيرة تتدحرج كصخور لا أحد يجرؤ على لمسها، ولا أحد يريد حقًا معرفة أجوبتها.
عودة عبد الرضا شهلائي ليست حدثًا عابرًا، إنها صدمة سياسية وأمنية، تواكب انفجارًا اقتصاديًا، وتصدعًا داخل الجماعة، وتمرّدًا شعبيًا لم يعد بالإمكان إخفاؤه.
المشهد الأول: عودة شهلائي وصمت يصمّ الآذان
كيف عاد الرجل؟
كيف هبطت طائرته؟
ومن فتح له أبواب مطار تقول القرارات الدولية إنه تحت مراقبة؟..
لا الشرعية سألت. ولا التحالف استوقف. ولا الإعلام الرسمي تجرّأ على صياغة سؤال واحد.
طائرات تهبط ليلًا، وأخرى نهارًا بلا إعلان، بلا تصريح، بلا توضيح، وكأن المطار صار تابعًا لقرار "المشرف الفلاني" أو لإشارة "جنرال طهران القادم عبر مسقط".
السؤال ليس: لماذا عاد شهلائي؟
السؤال هو: كيف عاد؟ ومن أعطى الضوء الأخضر؟
أسئلة لا يكتبها أحد، إلا هنا.
المشهد الثاني: صنعاء تنتفض والتجار يعلنون التمرد
في الأيام الأخيرة، انفجرت صنعاء بمشهد لم تتوقعه الجماعة، ولم يجرؤ أحد على توقعه أصلًا.
باب السلام أغلق..شارع هائل أسدل أبوابه. أسواق التحرير والسنينة والزبيري انضمت إلى الموجة وأسواق أخرى..
إضرابٌ لا يحتاج هتافًا…
إضرابٌ بصوت التجار والمخازن والقفل الحديدي.
الشرارة؟
قرار رفع الدولار الجمركي تحت لافتة "حماية الصناعة المحلية".
لكن السؤال الذي دوّى داخل الأحياء — لا خارجها — جاء من بعض الحوثيين أنفسهم:
هل الزيادة تشمل كل السلع أم فقط الملابس الجاهزة؟
هل نحن أمام خطة توطين صناعي، أم جباية جديدة تُلمّع بخطاب وطني؟
هل القرار لصالح المواطن؟ وكم فرصة عمل ستخلقها هذه الخطوة لو اكتملت أصلًا؟
أسئلة بسيطة، لكنها تكسر هيبة الرواية الحوثية التي طالما قدّمت نفسها باعتبارها "حامية الفقير".
والأهم: هذه أول مرة تتخذ الأسواق موقفًا جماعيًا. وما كان يحدث همسًا، قيل هذه المرة بصوت واحد.
صنعاء اليوم ليست على حافة إضراب فقط، بل على حافة عصيان مدني.
المشهد الثالث: ارتباك حوثي… وصفعة إيرانية
لسنتين كاملتين، بدأ الحوثيون يتصرفون خارج النص الإيراني:
تصعيد بحري مبالغ فيه،
ضرائب وجبايات خنقت الاقتصاد، صراع أجنحة محتدم بين صعدة وصنعاء، إمبراطوريات مشرفين أغنى من الدولة نفسها، قنوات تواصل سرية مع أطراف عربية بلا إذن من طهران.
إيران رأت كل ذلك، ورأت أن الجماعة تكاد تفلت من يدها. فعادت إلى الخيار القديم: إرسال الرجل الذي يعرف مفاتيح اللعبة.
شهلائي يعود ليعيد الضبط… ليعيد الانضباط… لينقذ الوكيل قبل انهياره.
المشهد الرابع: الشرعية… الغائب الذي لا يبحث حتى عن كرسيه
بينما إيران تعيد هندسة الجماعة، وشهلائي يعيد توزيع النفوذ، والأسواق تنتفض، وصنعاء تغلي…
ماذا تفعل الشرعية؟
تحلل.
تتخاصم.
تتفرج.
وتترك مطار العاصمة خارج أي سؤال أو متابعة.
لماذا لا تعرف الشرعية من يدخل صنعاء ومن يغادرها؟
لماذا لا يُفتح تحقيق واحد في الرحلات الغامضة؟
لماذا لا يطالب التحالف بتفسير؟
ولماذا يصمت الإعلام الرسمي كما لو أن الحرب انتهت؟
أسئلة معلّقة… ولا صاحب لها.
الخلاصة: مشهد يسبق الانفجار
عودة شهلائي ليست تفصيلًا.
الإضراب التجاري ليس صدفة.
التصدعات داخل الجماعة ليست إشاعة. وغضب الشارع ليس موجة عابرة.
نحن أمام:
غليان داخلي
جفاف مالي
تناحر أجنحة
تدخّل إيراني مباشر
أسواق متمردة
شرعية غائبة
ومطارٌ مفتوح بلا دولة… وطائرات تهبط بلا سؤال.
قبل أن نسأل: لماذا عاد شهلائي؟
علينا أن نسأل السؤال الأخطر: كيف عاد؟ ولماذا تمر الطائرات فوق رؤوس اليمنيين، ولا أحد يعرف ما تحمل؟
صنعاء اليوم تغلي… وما زالت عيون الشرعية مغلقة. واليد التي لا تُراقَب… قد تصنع واقعًا لا يمكن إصلاحه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news