في خطوة تعيد رسم مشهد الطاقة في اليمن، برزت المشاريع التي موّلتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالي الطاقة الشمسية والرياح كعامل حاسم في تخفيف الأعباء المتراكمة على قطاع الكهرباء، وتغيير نمط الاعتماد المكلف على وقود الديزل.
وتأتي هذه المبادرات بوصفها حلولاً مستدامة منخفضة التشغيل، تمنح الحكومة والمواطن معاً مساحة واسعة من الوفر المالي واستقرار الخدمة، وفق ما أكدته العين الإخبارية.
ويشير مراقبون تحدثوا لـالعين الإخبارية إلى أن محطات الطاقة التي دشنتها الإمارات في شبوة وعدن وحضرموت ستوفر للحكومة اليمنية نحو 333 مليون لتر من الديزل سنوياً، وهو ما يعادل 416 مليون دولار أمريكي مقارنة بأسعار بيع الديزل في الأسواق العالمية، ما يضع هذه المشاريع في صدارة التحولات الاقتصادية الأكثر تأثيراً في البلاد.
ويرى خبراء أن الابتعاد عن الوقود التقليدي لا يقتصر على خفض التكاليف فحسب، بل يسهم أيضاً في إرساء استدامة مالية طويلة الأمد لمنظومة كهربائية شهدت انهياراً واسعاً خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي وفيق صالح لـالعين الإخبارية إن المشاريع الإماراتية “تخفف الضغط المالي على الحكومة اليمنية، كون قطاع الكهرباء هو أكبر مستنزف لميزانيتها”.
ويضيف أن إنجاز هذه المنظومات خلال عام واحد فقط “سيفتح المجال لتحويل ميزانيات الوقود والصيانة نحو قطاعات أكثر إلحاحاً، مثل الرعاية الصحية ودفع الأجور”، معتبراً أن هذا التحول يعكس أثراً مباشراً على قدرة الدولة في إدارة مواردها بكفاءة.
وتزامن ذلك مع إعلان رئيس الوزراء سالم بن بريك عن دعم إماراتي يقدر بمليار دولار لقطاع الكهرباء، وهو ما يصفه متخصصون بأنه ليس مجرد مساعدة طارئة، بل استثمار طويل الأمد في البنية التحتية، يستهدف ترميم الشبكات وتقليل كلفة التشغيل المعتمدة على الوقود التقليدي.
ويؤكد وفيق صالح أن “استقرار خدمة الكهرباء في اليمن بدعم إماراتي يعد مؤشراً حيوياً لعودة الحياة الطبيعية”، لافتاً إلى أن هذا التحسن يساهم في تهدئة الاحتقان الشعبي وتعزيز الاستقرار السياسي في المناطق المحررة.
ولا تقتصر الفوائد على المستوى الحكومي؛ فالمواطن يلمس أثرها مباشرة عبر استقرار التعرفة وتحسن ساعات التشغيل، إضافة إلى توسيع فرص التحول نحو الإنتاج الذاتي للطاقة.
ويوضح الخبير الاقتصادي أن “كل كيلوواط/ساعة يتم إنتاجه من الشمس أو الرياح يعني توفيراً مباشراً لكمية محددة من الوقود”، مشيراً إلى أن الشمس والرياح “وقود مجاني” مقارنة بمحطات الديزل التي “تحرق المال” مع كل دقيقة تشغيل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news