نحن اليوم على أعتاب ذكرى نوفمبر المجيد، ذكرى التحرر والإرادة والهوية الجنوبية الأصيلة. تعود هذه المناسبة الوطنية بحلة جديدة وروح متجددة، يكسوها الصمود والعنفوان، وترتفع فيها المعنويات حتى تلامس السحاب. وبرغم ما يعيشه الجنوب من أزمات وتحديات، يظل الشعب الجنوبي في كل المحافظات متماسكاً كالبنيان المرصوص، يشكل لحمة واحدة وزخماً جماهيرياً ينطلق من هدف واحد: استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
إن رفع العلم الجنوبي في كل ساحات الوطن هو تأكيد لثبات الهوية ووضوح الطريق، وفي عدن، من ساحة العروض، كما في حضرموت بفعاليتها الكبرى، تكتب رسالة واضحة للعالم بأن الجنوب يلتف حول قضيته، وأن حضرموت جزء أصيل لا يتجزأ من هذا المشروع الوطني، مهما حاولت القوى المعادية بث الشك أو تفتيت الصف.
وتأتي فعاليات نوفمبر هذا العام لتؤكد مجدداً أن حضرموت بثرواتها وخيراتها لأبنائها أولاً، وأنها لن تنخرط في أي مسار ينتقص من حق الجنوب أو يهمش تطلعات شعبه، فذكرى نوفمبر تحمل في طياتها رسالة قوية لكل من ينظر بعين سوداء أو يسمع بآذان لا تلتقط صوت الحق: ما بعد نوفمبر ليس كما قبله.
اليوم تتجسد القوة الشعبية الجنوبية في أبهى صورها، ويتجدد الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته السياسية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، الذي حقق نقلة نوعية في إيصال قضية الجنوب إلى مستويات نضالية ودبلوماسية متقدمة، حتى أصبحت حاضرة على طاولات القرار في الداخل والخارج.
إن نوفمبر يعد بمثابة لوحة فنية تسطر فيها إرادة شعب، وتغرس فيها جذور العزة والكرامة، وتجدد فيها روح الثورة وأهدافها نحو استعادة الدولة الجنوبية، وهذا وعد بأن الجنوب مقبل على مرحلة جديدة، أكثر وضوحاً وصلابة ووعياً.
الرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا، والعهد أن يبقى نوفمبر موعداً دائماً مع الإرادة والقوة… ومع الجنوب الذي لا ينكسر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news