دعت سلطات حضرموت، الأربعاء، للابتعاد الكلي عن أي دعوات تؤدي إلى الانشقاق أو الانزلاق في أتون الفتنة، في ظل تصعيد وتوتر تشهده المحافظة الغنية بالنفط.
وقالت سلطات حضرموت في بيان لها، إنها تتابع بحرص شديد، ما تشهده الساحة من دعوات للتصعيد والحشد، وتهدف إلى النيل من وحدة الصف وتماسك المجتمع.
وأضافت: "إن حضرموت، بتاريخها العريق وثقافتها السمحة، التي كانت وستظل نموذجاً فريدًا في التعايش والسلام، والابتعاد عن كل ما يجر إلى الفتنة والانقسام، وأثبت أهلها الكرام، عبر كل المنعطفات والظروف، وعيًا عاليًا وانضباطًا قل نظيره، وحرصاً أصيلاً على سيادة النظام والقانون، وتفانيًا في حفظ الأمن والاستقرار".
وأكد البيان، أن حضرموت، كانت بفضل الله ثم بوعي أبنائها، وبحنكتهم الإدارية التي عُرفوا بها، نموذجاً وطنياً في بناء المؤسسات ودعم الشرعية ومؤسساتها والحفاظ على تماسكها في أحلك الظروف، حتى حظيت بإشادة من دول العالم الكبرى والإقليمية.
وأشار البيان، إلى أن السلطة المحلية تضع الحفاظ على وحدة صف أبناء حضرموت فوق كل اعتبار، وتدعو للابتعاد الكلي عن أي دعوات تؤدي إلى الانشقاق أو الانزلاق في أتون الفتنة، مؤكدة أن الإختلاف في الرأي والرؤية لا ينبغي أن يجر البلاد إلى التصعيد والفوضى.
وأوضح أن السلطة المحلية "لن تسمح بأي حال من الأحوال بأي عمل يجر البلاد إلى الانفلات الأمني، أو أي تصعيد"، مؤكدة أن "القوات الشرعية الامنية والعسكرية هي المؤهلة لضبط الامن في المحافظة وترفض القفز على الاطر النظامية والشرعية لبسط الامن على اراضي المحافظة".
وأشارت السلطة المحلية إلى أنها لن "تظل صامتة أمام أي دعوات من شأنها أن تضع المحافظة في فوهة الفتن وتُهدد السلم الأهلي"، مؤكدة أن الدولة لا تُبنى إلا بالانتماء للمؤسسات الشرعية المنضبطة تحت راية الدولة الشرعية فقط واحترام قوانينها.
وجددت السلطة المحلية لوجهاء وأبناء المحافظة، التأكيد "أن أبوابها مفتوحة للجميع، وهي اليوم تجدد الدعوة وتدعوكم لتكونوا صمام أمان للمحافظة، والاحتكام إلى العقل، وتوحيد الكلمة، ونبذ أي دعوات تدعو للفُرقة والتناحر".
وقال البيان: "إن المسؤولية التاريخية تقع على عاتقنا جميعاً للحفاظ على هذه المحافظة التي ارتوت أرضها بدماء الشهداء من أجل الأمن والاستقرار، لذا ندعو الجميع إلى تقديم المصلحة العليا لحضرموت والوطن، وإلى التلاقي والتدارس والتحاور البناء لمعالجة كافة القضايا والمطالب وفق القنوات الشرعية والنظامية".
وتعيش محافظة حضرموت، على صفيح ساخن، جراء التصعيد الأخير، بعد تهديدات أطلقها أبو علي الحضرمي قائد قوات الدعم الأمني المدعومة إماراتيا، ضد رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش الذي يقود حراكا واسعا للمطالبة بتمكين أبناء حضرموت من إدارة المحافظة والإستفادة من ثرواتها.
ويوم أمس، دعا رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، وجهاء ومقادمة حضرموت، إلى لقاء جديد، الخميس المقبل، في ظل تصاعد التوتر بالمحافظة التي تشهد حراكا واسعا للمطالبة بالمشاركة في السلطة والثروة.
وذكر إعلام حلف قبائل حضرموت، أن الشيخ بن حبريش وجه دعوة إلى مناصب ومشايخ ومقادمة القبائل وأعيان ووجهاء حضرموت، للحضور إلى لقاء عام يُعقد عصر يوم الخميس الموافق 27 نوفمبر 2025م، الساعة الثالثة والنصف، في الهضبة بمنطقة العليب.
وأشار إلى أن الدعوة تأتي في ظل المستجدات الأخيرة التي تشهدها حضرموت، وما تفرضه من ضرورة التشاور القبلي وتدارس الموقف تجاه التطورات التي تهدد حضرموت واستقرارها، واتخاذ ما يلزم من مواقف.
ويوم أمس الأول، ظهر القيادي في مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا أبو علي الحضرمي، في لقاء قبلي مع قبائل "ثعين"، محاطاً بحراسة مشددة، وأطلق خطاباً هو الأقوى منذ وصوله إلى ساحل حضرموت، هاجم فيه وتوعد الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، والقوات التابعة له.
وأكد الحضرمي في حديثه أن قوات الدعم التي يقودها تمثل "جيش الجنوب العربي"، وهاجم بن حبريش واتهمه بتشكيل عصابات لقطع الطريق وتهريب المخدرات وقال: أن يجلس أحد ويبني قوة تقطع الطرق وتهرب المخدرات في الساحل والهضبة والوادي، هذا ما لن نرضى به كقوات مسلحة لشعب الجنوب العربي، والنخبة الحضرمية جزء من القوات المسلحة للجنوب العربي".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news