انطلقت في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الوطني الأول للطاقة في اليمن، بحضور عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي باوزير، ورئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، إلى جانب ممثلين عن دول شقيقة وصديقة وسفراء وشركاء اليمن في التنمية، وذلك تحت شعار "الطاقة المستدامة من أجل تعافي اليمن"، ويستمر المؤتمر على مدى يومين.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب رئيس الوزراء بالمشاركين ناقلاً تحيات الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، مؤكداً أن انعقاد المؤتمر يمثل بداية مرحلة جديدة عنوانها العمل الجاد والقرارات الشجاعة لمعالجة ملف الكهرباء الذي أثقل كاهل اليمنيين لعقود طويلة.
وأوضح أن أزمة الكهرباء في اليمن ليست وليدة الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، بل هي مشكلة مزمنة تراكمت نتيجة غياب التخطيط وضعف الإدارة وتآكل البنية التحتية وسوء الحوكمة، مشيراً إلى أن الحكومة لا تبحث عن حلول مؤقتة، وإنما تسعى إلى إصلاحات جذرية تضمن استدامة الخدمة الكهربائية بشكل آمن ومستقر.
وأكد بن بريك أن إصلاح قطاع الكهرباء قرار سياسي واقتصادي ووطني يتطلب إرادة قوية وتكاتف مؤسسات الدولة والسلطات المحلية، مشدداً على أن الحكومة لن تسمح بتكرار الأخطاء السابقة أو استمرار العشوائية والفوضى. وأضاف أن الإصلاحات المؤسسية والمالية والتشغيلية ستعيد الانضباط والشفافية وتفتح الباب أمام الاستثمار وتوفر بيئة تنافسية عادلة لجذب الشركاء الإقليميين والدوليين.
وأشار إلى أن الحكومة واجهت خلال السنوات الماضية تحديات استثنائية أثرت على البنية التحتية وخلقت فجوة واسعة بين الاحتياجات والقدرات، لكنها واصلت مسؤولياتها بدعم من الأشقاء والأصدقاء، مؤكداً أن العام القادم 2026 سيكون عاماً للطاقة والكهرباء لتحقيق اختراق نوعي في هذا القطاع.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور التاريخي للمملكة العربية السعودية في دعم الاقتصاد اليمني وحماية مؤسساته، موضحاً أن المملكة قدمت دعماً استثنائياً لقطاع الكهرباء شمل منح وقود وتمويل مشاريع إنتاج الطاقة والبنية التحتية ودعم الموازنة العامة، مشيراً إلى أن المملكة قدمت مؤخراً منحة مشتقات نفطية بقيمة 81 مليون دولار مخصصة للكهرباء ضمن برنامج دعم الموازنة.
وأعلن رئيس الوزراء عن حصول الحكومة على دعم استراتيجي من دولة الإمارات العربية المتحدة بقيمة مليار دولار لتنفيذ مشاريع استراتيجية في قطاع الكهرباء بعدن والمحافظات المحررة، موضحاً أن هذا الدعم جاء خلال زيارته الأخيرة إلى أبوظبي ولقائه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أكد أن وقوف الإمارات إلى جانب اليمن واجب أخوي وتاريخي.
وأوضح أن هذا الدعم يشكل منعطفاً حاسماً في مسار إعادة بناء قطاع الطاقة، ويمهد لإطلاق مشاريع إنتاج ونقل وتوزيع قادرة على إحداث تغيير ملموس في حياة المواطنين، موجهاً الشكر للشيخ محمد بن زايد على دعمه المتواصل لليمن.
وطرح رئيس الوزراء رؤية الحكومة المستقبلية لقطاع الطاقة، والتي ترتكز على التحول نحو الطاقة المتجددة كخيار استراتيجي، وإعادة هيكلة مؤسسات الكهرباء لتحقيق الكفاءة والحوكمة الرشيدة، وتطوير شبكات النقل والتوزيع، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في مشاريع الإنتاج المستدام. وأكد أن التحول إلى الطاقة المتجددة يمثل الطريق الأكثر استدامة لمواجهة أزمة الكهرباء وتقليل الأعباء المالية وتعزيز أمن الطاقة، إضافة إلى دوره في مواجهة التغير المناخي.
ووجه رئيس الوزراء رسالة إلى شركاء التنمية بأن اليمن يفتح صفحة جديدة من العمل الجاد والإصلاحات المسؤولة، داعياً الجميع إلى الوقوف معه في هذا المسار الذي يمثل استثماراً في مستقبل المنطقة بأكملها. وشدد على أن الحكومة لن تسمح بعودة الحلول الترقيعية، مؤكداً أن الكهرباء ستتحول من عبء على الدولة إلى محرك للتنمية.
اختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن المؤتمر يمثل إعلاناً وطنياً بأن اليمن قرر أن يبدأ إصلاحاً صادقاً وشجاعاً في أهم قطاع يرتبط بحياة المواطنين، مشيراً إلى أن كل توصية وكل فكرة ستشكل جزءاً من مسار الإصلاح الذي تتبناه الحكومة، بما يسهم في بناء يمن آمن ومستقر ومتعافٍ اقتصادياً.
وفي وقت سابق، استقبل الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأربعاء في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليمن محمد حمد الزعابي.
وخلال اللقاء، أبلغ السفير الإماراتي الرئيس العليمي بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، باعتماد مبلغ مليار دولار لتمويل مشاريع الكهرباء والطاقة في اليمن.
الرئيس العليمي جدد إشادته بالدور الفاعل لدولة الإمارات في دعم مجلس القيادة والحكومة والشعب اليمني، مؤكداً أن تدخلاتها الاقتصادية والإنسانية والإنمائية شملت مختلف المجالات. كما ثمّن التوجيهات الكريمة من الشيخ محمد بن زايد لتمويل مشاريع الطاقة الكهربائية في عدد من المحافظات، بما يسهم في معالجة الأزمة المتفاقمة في هذا القطاع وتحسين الخدمات الأساسية وفرص العيش للمواطنين.
اللقاء تطرق إلى العلاقات الثنائية بين اليمن والإمارات وآفاق تطويرها على مختلف المستويات، إضافة إلى مناقشة المستجدات الوطنية والدعم الإقليمي والدولي المطلوب لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي تسببت بها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
شارك في اللقاء مستشار رئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن محمود الصبيحي، ومدير مكتب رئيس المجلس اللواء صالح المقالح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news