كشفت صحيفة التلغراف البريطانية أن العلاقة بين إيران وجماعة الحوثي تشهد واحدة من أكثر مراحل التوتر تعقيدًا منذ بدء دعم طهران للجماعة قبل سنوات، في ظل مؤشرات متزايدة على فقدان إيران لقدرتها في توجيه الحوثيين أو التحكم بقراراتهم الميدانية والسياسية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين أن الحوثيين “انحرفوا منذ فترة ولم يعودوا يستجيبون لتوجيهات طهران كما كانوا سابقًا”، مشيرًا إلى أن هذا التغيير في سلوك الجماعة بات يمثل تحديًا لإيران في إدارتها لما تبقى من نفوذها الإقليمي.
وبحسب المسؤولين الذين لم تفصح عن هويتهم الصحيفة فإن المشكلة لا تقتصر على اليمن، إذ إن بعض الفصائل المسلحة في العراق هي الأخرى تتصرف كما لو أنها خارج دائرة الاتصال الإيراني، ما يكشف عن تصدّع أوسع داخل شبكة “محور المقاومة”.
وذكرت التلغراف أن الحوثيين، الذين كثّفوا هجماتهم على ممرات الشحن الدولية خلال العام الجاري، توقفوا عمليًا عن تلقي التوجيهات العملياتية من طهران، في وقت تراجعت فيه قدرة إيران على الحفاظ على تماسك تحالفاتها بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قيادة حزب الله، وتراجع التواصل مع حماس المحاصرة في غزة.
وفي محاولة لإعادة الإمساك بزمام الأمور، أفادت الصحيفة بأن طهران دفعت بقائد فيلق القدس عبدالرّضا شهلائي إلى صنعاء لإعادة ضبط العلاقة مع قيادة الحوثيين واستعادة مستوى من السيطرة داخل الجماعة.
وترى الصحيفة أن جذور الخلاف تعود إلى أبريل الماضي، حين شعرت قيادة الحوثيين بأن إيران تركتهم يواجهون الغارات الأميركية منفردين، ما تسبب في اتساع الهوة بين الطرفين وتراجع ثقة الحوثيين في التزام طهران بدعمهم.
وتشير الصحيفة إلى أن إيران تعيد تقييم استراتيجيتها في المنطقة بالاعتماد على ما تبقى من حلفائها، خصوصًا بعض الميليشيات في العراق وجماعة الحوثي، في محاولة لإعادة بناء محور المقاومة بعد التصدعات الأخيرة.
وفي السياق ذاته، كان موقع إنتليجنس أونلاين الفرنسي قد توقع أن الجماعة مقبلة على موجة انقسامات داخلية واغتيالات بين قياداتها، إثر مقتل رئيس هيئة الأركان الحوثية محمد الغماري، في ضربة وصفت بأنها كشفت هشاشة البنية القيادية داخل الحوثيين وهو ما حدى بطهران للمسارعة بإرسال ضابطها في الحرس الثوري عبد الرضا شهلائي إلى صنعاء في محاولة لوقف الإنقسامات الحوثية وإعادة سير قطارها إلى إيران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news