«2 ديسمبر… صوت جمهوري لا ينطفئ»
قبل 5 دقيقة
الحمد لله القائل: ﴿ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يُرزقون﴾. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين.
ونحن تقترب من ذكرى ٢ ديسمبر من كل عام، يقف الوجدان اليمني أمام محطةٍ وطنيّة فارقة، هي انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017؛ تلك اللحظة التي دوّى فيها صوت الجمهورية عاليًا رغم كل محاولات الإخماد، وانتفض فيها الأحرار دفاعًا عن الوطن وهويته وكرامته. لقد كانت ديسمبر صرخة وعي، وومضة شجاعة، وموقفًا تاريـخيًا لا يزال يثبت أن جذوة الجمهوريّة لا تموت مهما اشتدت العتمة.
إن تضحيات أولئك الأبطال الذين وقفوا في وجه المشروع الكهنوتي ليست مجرد ذكرى، بل عهدٌ ومسؤولية. فقد وقف الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الامين عارف عوض الزوكا ورفاقهم ( رحمة الله تغشاهم) وقفة الرجال، وسجّلوا بدمائهم موقفًا سيظل ماثلًا في ذاكرة اليمنيين، ومعه استشهد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكانوا عنوانًا للثبات ورفضاً للخضوع.
واليوم، ونحن نعيش وضعًا بالغ التعقيد، تتشتت فيه الجهود وتتقاذف القوى السياسية خلافاتها، يصبح لزامًا علينا أن نستعيد معنى تلك الانتفاضة، وأن نتوقف أمام دروسها الكبيرة. فاليمن الذي مزّقته المليشيا الكهنوتية، وشرّدت أبناءه، ودمّرت مؤسساته، لم يعد يحتمل لحظة تردد أو تراجع. ومهما طال الليل، فإن مشروعهم الظلامي لن يكون قدر هذا الوطن.
إن واجبنا اليوم هو الوقوف صفاً واحداً، وإحياء العمل الوطني بروح مسؤولة، وإعادة بناء الثقة بين القوى الوطنية، وتجاوز الخلافات الصغيرة التي لا تخدم إلا أعداء اليمن. فالمعركة التي نخوضها ليست معركة حزب أو جماعة، بل معركة وطن كامل يواجه مشروعًا يستهدف وجوده وهويته ومستقبله.
كما أن علينا أن نواصل العمل بإصرار، وأن نثبت في مواقعنا، وأن نُعلي من قيمة الوعي الوطني الذي أصبح اليوم السلاح الأهم في مواجهة التضليل والانقسام. فما نعيشه ليس مجرد صراع سياسي، بل معركة وعي بين مشروع دولة ومشروع كهنوت، بين حاضر يريد أن يعيش، وماضٍ يحاول أن يعود بالقوة.
وفي هذه المناسبة العظيمة، أجدّد العهد بأن نظل أوفياء لتضحيات الشهداء، وأن نواصل العمل بما نستطيع، وأن نبقى عند مستوى اللحظة التاريخية التي تحتاج رجالًا لا يساومون على الوطن، ولا يتخلون عن مبادئ الجمهورية مهما كانت الكلفة.
رحم الله شهداء ديسمبر، وحفظ الله اليمن وأهله، وأعاد للجمهورية ألقها وللوطن سلامه وسيادته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news