بشرى العامري:
يُوصَف الكاتب الراحل محمد أحمد عبد الولي بأنه رائد القصة الحديثة في اليمن، ولا تكاد تخلو دراسة نقدية أو إشارة إلى تاريخ الحركة الثقافية المعاصرة في البلاد من التأكيد على هذا اللقب.
ورغم بروز كوكبة متميزة من كتّاب القصة وروّاد السرد اليمني، يبقى صاحب “يموتون غرباء” و”صنعاء مدينة مفتوحة” حاضرا في ذاكرة اليمنيين بوصفه المؤسس الأول لفن الرواية والقصة القصيرة في اليمن.
وساهمت تفاصيل حياته، التي اختطفها الموت مبكرا، في تكريس مكانته الأدبية والإنسانية الكبيرة. فقد رحل في حادثة تفجير طائرة الدبلوماسيين الشهيرة التي وقعت لحظة إقلاع طائرة عسكرية من مطار عتق في 30 أبريل 1973م، وكان من بين عشرات الدبلوماسيين الذين لقوا حتفهم في تلك الكارثة، وهو في أوج عطائه وشبابه، إذ لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره.
وُلِد محمد أحمد عبد الولي في 12 نوفمبر 1939م بمدينة دبرهان الإثيوبية لأبٍ يمني وأمٍّ إثيوبية، وكان والده من المهاجرين الذين انضموا إلى حركة الأحرار اليمنيين.
أمضى طفولته في إثيوبيا، حيث درس في مدرسة الجالية اليمنية بأديس أبابا، ثم عاد إلى الوطن عام 1946م.
وفي عام 1955م سافر إلى القاهرة للدراسة في الأزهر الشريف، قبل أن ينتقل إلى موسكو ليدرس في معهد غوركي للآداب الشهير لمدة عامين، ليعود بعدها إلى اليمن عقب ثورة سبتمبر 1962م.
إلتحق بالسلك الدبلوماسي، وعمل قائمًا بالأعمال في سفارات الجمهورية العربية اليمنية في موسكو وعدد من الدول، قبل أن يتفرغ لتأسيس دار للنشر في مدينة تعز.
وفي عام 1968م تعرّض للاعتقال لمدة عام، ثم أُعيد إلى السجن مرة أخرى في قلعة القاهرة عام 1972م مكبلاً بالقيود.
أصدر مجموعته القصصية الأولى “الأرض يا سلمى” عام 1966م، ثم مجموعته الثانية “شيء اسمه الحنين” عام 1972م، وقد تُرجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والروسية والألمانية والإنجليزية.
ومن أبرز رواياته: “يموتون غرباء” و”صنعاء مدينة مفتوحة”، وهما عملان رسّخا اسمه في المشهد الأدبي العربي واليمني.
تميّز عبد الولي بأسلوبه القصصي الجذّاب وقدرته على اختزال الموقف ورسم الصورة المؤثرة، وكتب بعمقٍ عن آثار الغربة ومعاناة المهاجر اليمني، وكأنّ كلماته كانت مرآةً لغربته الشخصية ومعاناته الداخلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news