عتق / عادل القباص
تصوير / ابوعبدالله الهلالي وعبدالله بن غديد
في يوم استثنائي سيظل محفوراً في ذاكرة أبناء محافظة شبوة، احتفت جامعة شبوة، اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025م، بتخرج الدفعة الأولى من طلابها، والبالغ عددهم 238 خريجاً وخريجة، في حفل مهيب أقيم برعاية فخامة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد عيدروس قاسم الزبيدي، ومحافظ محافظة شبوة الشيخ عوض محمد بن الوزير، وبحضور ورعاية أكاديمية من الأستاذ الدكتور توفيق سريع باسردة رئيس الجامعة وحضور ضيوف المحافظة الدكتور محمد حمود القدسي رئيس جامعة اقليم سبأ والدكتور علي سيف نائب رئيس الجامعة للشؤون الطلاب والدكتور سعيد بايونس ممثل جامعة أبين .
لم يكن هذا اليوم الذهبي مجرد احتفال أكاديمي، بل محطة تاريخية تجسد مساراً جديداً لمحافظة تمضي بثبات نحو بناء مؤسسات تعليمية رائدة قادرة على صناعة الأجيال وقيادة التنمية في مختلف مناطقها.
*رئيس الجامعة: يومٌ تأسيسي يفوق الاحتفالات ويؤسس لعصر تعليمي جديد*
في كلمة ارتقت لمستوى اللحظة، عبّر الأستاذ الدكتور توفيق سريع باسردة عن فخره العميق وفرحته الغامرة بهذا اليوم الذي وصفه بأنه يومٌ تأسيسي تتجاوز قيمته حدود الاحتفاليات، ويشكّل بداية مرحلة جديدة في تاريخ التعليم الجامعي بمحافظة شبوة.
وأوضح باسردة أن الجامعة، رغم محدودية الإمكانيات والظروف الصعبة، استطاعت خلال أربع سنوات أن تشق طريقها بثبات، وتبني بيئة تعليمية منافسة تمنح الطلبة الفرصة الحقيقية للنجاح.
وقال : إن تخريج هذه الدفعة ليس مجرد إنجاز أكاديمي، بل هو رسالة أمل للمجتمع، وإعلان صريح بأن شبوة قادرة على النهوض وبناء مؤسساتها. وسيبقى العلم بوابة عبورنا نحو مجتمع أكثر تقدماً واستقراراً.
وأشاد بجهود الطلاب قائلاً : أنتم اليوم سفراء هذه المؤسسة وعنوان صدقٍ لسنوات من المثابرة. نعوّل عليكم في حمل مشاعل العلم وإحداث نقلة نوعية في المجتمع.
كما أعلن قرار مجلس الجامعة بتعيين أوائل الدفعة معيدين في كلياتهم، وتكريمهم بشهادات تقديرية ومبالغ تحفيزية، مؤكداً استمرار الجامعة في دعم المتفوقين وتشجيع البحوث العلمية.
واختتم كلمته بتقديم شكر خاص لفخامة اللواء الركن عيدروس الزبيدي، ومحافظ المحافظة الشيخ عوض بن الوزير، نظير دعمهما المستمر للتعليم الجامعي في شبوة.
*لحمر بن لسود: يومٌ يشكّل منعطفاً تاريخياً وشهادة نجاح للجميع*
وفي كلمة مؤثرة حملت الكثير من الاعتزاز والمسؤولية، نقل الشيخ لحمر علي بن لسود – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة – تحيات وتهاني اللواء عيدروس الزبيدي للخريجين.
وقال : يشرفني اليوم أن أقف أمامكم في لحظة استثنائية تُكتب بمداد الفخر في تاريخ شبوة. إننا لا نشهد مجرد تخرج دفعة جديدة، بل نحتفي بولادة مرحلة مضيئة تؤكد أننا نسير بثبات نحو بناء الإنسان وصناعة المستقبل.
وأضاف : إن كل شهادة بين أيديكم أمانة ومسؤولية. نريدكم قادةً في مواقعكم وبناةً حقيقيين لنهضة شبوة. فأنتم الجيل الذي سيحمل الراية ويكتب الحكاية.
وثمّن بن لسود الدور الكبير للمحافظ عوض بن الوزير في دعم الجامعة منذ تأسيسها، مؤكداً أن اهتمامه بالتعليم كان وما يزال من أهم العوامل التي أسهمت في نجاح هذا الصرح العلمي.
كما أشاد بجهود قيادة الجامعة وكوادرها الأكاديمية والإدارية التي عملت بإخلاص لإيصال هذه الكوكبة إلى منصة التخرج.
*الأمين العام عبدربه هشله: الجامعة التي كانت حلماً أصبحت واقعاً يبعث على الفخر*
من جانبه، نقل الأستاذ عبدربه هشله ناصر – الأمين العام للمجلس المحلي والقائم بأعمال المحافظ – تهاني محافظ المحافظة للخريجين،
مؤكداً في كلمته أن الجامعة تحوّلت من حلم يراود أبناء شبوة إلى واقع يبعث على الفخر ، مؤكدًا على دور الجامعة ومسؤوليتها المجتمعية قائلاً: إن الجامعات لا تُبنى فقط بقاعات الدراسة، بل تُبنى بالعقول التي تؤمن برسالتها، وبالقيادات التي تضع العلم في مقدمة أولوياتها. وما نشهده اليوم هو ثمرة عمل جماعي شارك فيه الجميع؛ من قيادة المحافظة، إلى رئاسة الجامعة، إلى كوادرها الأكاديمية والإدارية الذين بذلوا جهوداً كبيرة في ظروف صعبة، لكنهم آمنوا بأن شبوة تستحق هذا الصرح العلمي.
وتابع قائلاً : اننا ننظر إلى هذه الدفعة الأولى من الخريجين على أنها اللبنة الأولى في مشروعٍ أكاديمي طويل المدى، سيصنع الفارق في سوق العمل، ويرفد مؤسسات الدولة بكفاءات شابة مؤهلة. ونعاهد أبناءنا الطلبة بأن أبواب المحافظة ستظل مفتوحة لكل مبدع ومتميز يسعى لخدمة وطنه.
واختتم هشله حديثه برسالة أمل .. إن نجاح جامعة شبوة اليوم ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لرحلة أكبر نسعى فيها جميعاً إلى الارتقاء بالتعليم وتوسيع برامجه وتخصصاته، حتى تصبح الجامعة منارة علمية على مستوى الوطن كله. وإن ثقتنا بشبابنا لا حدود لها، فهم الرصيد الحقيقي لبناء شبوة الجديدة.
*بوعرام : نشكر رئاسة الجامعة وأساتذتنا الأفاضل*
وكان الطالب عبدالله بوعرام قد ألقى كلمة باسم زملائه الخريجين، عبّر فيها عن عمق السعادة والفخر في هذا اليوم التاريخي، قائلاً : نقف اليوم على منصة التخرج ونحن نحمل في قلوبنا مزيجاً من الفرح والمسؤولية. فرحٌ لأننا أول دفعة تخرجها جامعة شبوة، ومسؤولية لأننا نُدشّن مساراً سيُبنى عليه مستقبل أجيال قادمة. لقد كانت سنوات الدراسة مليئة بالتحديات، لكنها كانت أيضاً مليئة بالأمل، وبالإصرار الذي صنع هذا الإنجاز الذي نعيشه اليوم.
وأضاف عبدالله : إن حمل اسم جامعة شبوة ليس شرفاً فحسب، بل عهدٌ نلتزم به. عهد بأن نكون صورة مشرقة لهذا الصرح العلمي، وأن نمثل محافظتنا خير تمثيل في ميادين العمل والمعرفة. لقد منحتنا الجامعة أكثر من العلم؛ منحتنا الثقة بأن المستقبل يبدأ بخطوة، وأن الحلم يصبح واقعاً حين نؤمن به.
وختم كلمته قائلاً : نشكر رئاسة الجامعة وأساتذتنا الأفاضل الذين لم يبخلوا علينا بعلمهم وتوجيهاتهم، ونشكر قيادات المحافظة على دعمهم لهذا الصرح. وإلى أهلنا الذين كانوا السند والركيزة… نهديكم هذا النجاح. ونعاهد الجميع أننا سنكون دعاة علم، وبناة خير، وحملة راية تُرفع باسم شبوة عالياً.
*خاتمة الحفل: تكريم… فرح… ورسالة أمل تتجدد*
تخلل الحفل فقرات فنية وشعرية، أبرزها أغنية الفنان فيصل الشراعي التي لامست مشاعر الحضور، وقصيدة الشاعر أحمد حسن مقلم التي جسدت الأصالة والانتماء.
ثم جرت مراسم التكريم، حيث كُرِّم:
اللواء الركن عيدروس الزبيدي
المحافظ الشيخ عوض محمد بن الوزير
شركة يوسف باعلي للصرافة
شركة بن هدنة للصرافة
الدكتور سعيد بافياض (رحمه الله) – أول عميد لكلية التربية
الدكتور علي محمد مجور – أول عميد لكلية النفط والمعادن
الدكتور محمد صالح الدهمشي (رحمه الله) – أول عميد لكلية التربية بيحان
الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة لأستاذ عبدربه هشله ناصر
كما تم تكريم الأوائل والخريجين من الجنسين، واللجان التنظيمية، وعدد من الشخصيات الداعمة التي أسهمت في إنجاح الحفل وإظهاره بصورة تليق بتاريخ شبوة ومكانتها العلمية المتميزة .
وشهد الحفل حضوراً واسعاً من قيادات المحافظة والمسؤولين والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية، إضافة إلى حضور كبير من أسر الخريجين الذين ملؤوا القاعة فرحاً وفخراً في هذا اليوم الفارق من تاريخ المحافظة.
بهذا الإنجاز التاريخي، تفتح جامعة شبوة أول صفحة من فصول مجدها العلمي، مؤكدة أن البناء الحقيقي يبدأ ببناء الإنسان، وأن طريق المستقبل يُشق بالعلم والإرادة.
ومع أولى كوكبة من خريجيها، تثبت الجامعة أنها ليست مجرد صرح أكاديمي ، بل مشروع نهضة يحمل تطلعات شبوة نحو غدٍ يليق بها وبأبنائها.
مبارك للخريجين… ومبارك لشبوة هذا الفجر العلمي الجديد .
.
//
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news