لا علاقة لي بـ”دارا ماندرا”… شاكا مات!

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 43 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لا علاقة لي بـ”دارا ماندرا”… شاكا مات!

أنا من جيل لا يعرف غير شاكا، ومرتبط بهذا الاسم، ومخارج حرفه تجتذب دنيا بأسرها ألوانًا وأصواتًا وتفضيلات أطعمة وبِبْس وسحاوق أمام السينما في الجاءة بإب. كان شاكا بطلنا نحن القرويين، وأقرب إلى هيئتنا ومزاجنا مقارنة بالسناسل الذي كان بطل أبناء المدينة، وتمكنوا على الفور من تداول اسمه: أميتاب باتشان، وكأنهم يؤكدون بهذا التريف المتخصص تفوقهم على رثاثة القروي الذي لا يكفّ يتساءل: اليوم السناسل ولا شاكا؟ أطلقوا علينا أصحاب شاكا، وشاكا بقي وفيًا لطباعتنا، ولا يكفّ عن تقديم شخصية البطل الأقل اهتمامًا بالمظهر، والمحتفظ بمسافة مع مجتمع دلهي المخملي، حتى إن أبناء المدينة كانوا يتندرون علينا بهذا الالتزام بالاسم، مطلقين علينا: أصحاب الشاقي.

ذلك أن شاكا، ومن أول مشهد، يبدو لك كفلاح عاد للتو من الحصاد.

حتى إنه كان قليل الرقص مقارنة بغيره، ولا يكاد يظهر في حفلة وبيده كأس. وفي حياته العملية بقي زاهدًا بدرجة ما في حضور المهرجانات، وحتى إنه قليل الكلام ولا تستهويه وسائل الإعلام؛ فهو لا يجيد تسويق نفسه كما عرفت لاحقًا وأنا أقرأ بعضًا من حكايا بوليوود.

لا يزال صوت بائع البِبْس وقناني الحليب يتردد في أذني وهو يتنقل بين صفوف المقاعد مرددًا: بارد ولا حليب؟

كان بطلنا القروي الخير ينتصر كالعادة ولكن دون مبالغات، كما هو حال بطلهم السناسل الذي أطلقوا عليه أميتاب باتشان، وكان بعضنا يحاول التمدّن فيقول: متشبتشا.

نغادر الجاءة حيث السينما لنلحق بأول سيارة شاص في الفرزة عند غروب الشمس، وتبدأ رحلة العودة للقرية. إب ممطرة على الدوام، وأنت واقف على الدعسة الخلفية للشاص منفصلًا عن الطين وزحلقات السيارة وهي تخبط يمينًا ويسارًا، وأنت شاكا شخصيًا وقد قضى على الأشرار، وبقي عليه أن يمعن بين الزرع على جانبي الطريق بحثًا عن بقية منهم أفلتت من شاشة السينما واختبأت بين أغصان الذرة.

تصل القرية منهكًا ومُدانًا وملاحقًا بعقوبات، متهمًا بكونه سرسريًا من نوع ما وفقًا لتعريف عائلة وكهول مصطفّين في جامع الفقيه سعيد أو جالسين للذكر والقرآن بين المغرب والعشاء. وكان الأمر يسبب لي فصامًا من نوع ما بين نهايات الفيلم حيث البطل ينقذ الضعفاء، وبين نهايات السور القصيرة في مصحف مجلد جزء عمّ من نوع: الفاسقين.

مات شاكا اليوم، عن ثلاثة وثمانين عامًا. هذا عمر ورقم لا ينسجمان بحال مع شاكا الفتى الذي لا تنال السنوات من صورته المعلقة في ركن ذاكرة القروي الذي كنته. وكأن الذي رحل اليوم وبهذا العمر هو السيد فيتالس، وأنا ريمي الشريد الذي يعزف على القيثارة، وقد ماتت كلابه ويرفض أن يكبر.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

“ماربورغ”.. وباء جديد لا علاج له ولا لقاحات والحكومة اليمنية ترفع الجاهزية لمواجهته بإجراءات صارمة.. ماهي أعراضه ومخاطره؟

بران برس | 658 قراءة 

صحيفة تركية.. اليمن على حافة العاصفة: سقوط الحوثيين وتراجع إيران يعيدان رسم خريطة الشرق الأوسط

مأرب برس | 570 قراءة 

تصاعد التوتر في حضرموت.. “الانتقالي” يدفع بتعزيزات ضخمة و“بن حبريش” يدعو للإحتشاد بعد تهديدات بـ“معركة كبرى”

بران برس | 510 قراءة 

المسعودي يدشن برنامجًا تدريبيًا لضباط المقاومة الوطنية في المخا بالشراكة مع الصليب الأحمر

حشد نت | 439 قراءة 

البنك المركزي اليمني يوضح حقيقة تقاضي “المعبقي” 40 ألف دولار شهريًا

بران برس | 342 قراءة 

وزير الخارجية اليمني الأسبق عبدالملك المخلافي يرد على موقف اليماني الأخير بشأن الوحدة اليمنية

يمن فويس | 326 قراءة 

الاستعداد لصرف مرتبات جديدة للجيش والامن في عدن

كريتر سكاي | 278 قراءة 

تقرير | مياه المكلا ليست صحية.. 70% من المحطات والمعامل “غير صالحة” باعتراف السلطات و“برَّان برس” يتتبع المشكلة ويناقشها مع مسؤولين ومختصين

بران برس | 259 قراءة 

كشف امر هام للمواطنين بشأن البركان

كريتر سكاي | 254 قراءة 

كارثة في صنعاء.. ارتفاع ضحايا الخمر المغشوش إلى 12 قتيلا

تهامة 24 | 251 قراءة