من وراء استهداف الإمارات؟
قبل 20 دقيقة
تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة وبشهادة مؤسسات دولية محايدة نموذجاً للاعتدال والتعايش وهذا يتعارض مع ايديولوجيات بعض الجماعات او الدول التي تتبنى خطابات متطرفة او تحريضية مما يضع الإمارات هدفا في مرمى حملات تشويه مقصودة وفي مقدمة هذه الجهات بطبيعة الحال « جماعة الإخوان المسلمين » المصنفة منظمة ارهابية في اغلب بلدان العالم وحتى الولايات المتحدة الأمريكية تدرس الان بجدية اتخاذ قرار تصنيفها منظمة اجنبية ارهابية.
يبق السؤال المنطقي ما هي دوافع تلك الدول او الجهات لاستهداف الإمارات العربية المتحدة؟
فبينما ترى بعض الدول والمنظمات ان الإمارات تدافع عن مصالحها الحيوية في الاقليم مثلها مثل أي دولة اخرى وتعمل على تحقيق الاستقرار يرى اخرون ان هذا الدور يشكل تهديدا لأطماعهم ونفوذهم في المنطقة.
ربما كما اعتقد ان قوة مركز دولة الإمارات وسياستها الخارجية الذكية بمد جسور التعاون السياسي والامني والاقتصادي مع الاقطاب الدولية الفاعلة قد اثار غيرتهم وخوفهم من المنافسة لأنهم لا يفرقون بين حق الدول في المنافسة وهو حق طبيعي لكل دولة تسعى إلى تعظيم مصالحها وبين التنافس والصراع وهذه حالة غير صحية مما يخلق لديهم وهم التهديد لمصالحهم، فالإمارات لا تزاحم أحد بل تنشد الاستقرار والسلم لأنها تمثل نموذج تنموي واقتصادي ناجح فلن تذهب الى منعرجات الصراعات والحروب مطلقا.
لقد اثبتت القيادة السياسية لدولة الإمارات ومن خلال النشاط والاتصالات والزيارات متعددة الاطراف لرئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية سمو الشيخ عبد الله بن زايد انها تمتلك القدرة والقابلية على التعاطي مع تضاريس السياسة ورمالها المتحركة بمرونة وحنكة سياسية لافتة.
ولكن المتابع لا بد أن يلحظ حالة غير مسبوقة من التلاعب بالحقائق على منصات التواصل الاجتماعي واستخدام حسابات إلكترونية تدار بعناية واحترافية من جهات معروفة لنشر الشائعات والمحتوى المضلل والمسيء للهوية الوطنية للإمارات وانتماءها العربي ودفاعها عن الامن القومي العربي عندما اسهمت بفعالية في افشال مؤامرات ما سمي بالربيع العربي آنذاك.
بات من المؤكد ان هناك جهات مدعومة من أطراف عديدة واعلام مأجور يشن حملات ظالمة تهدف الى زعزعة استقرار المنطقة وتسعى هذه الحملات الى محاولة تشويه انجازات الإمارات التنموية والسياسية وحتى المبادرات الإغاثية والإنسانية واثارة موجة من التشكيك في الدوافع والغايات النبيلة لمساهمات الإمارات الإنسانية المعروفة منذ عهد طيب الذكر الراحل الكبير المؤسس الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه» .
وبالتالي فان خلاصة القول ان الحقائق في النهاية تعلوا ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) وان كل هذه الحملات المسمومة تغذيها جهات معارضة لسياسة الإمارات الوازنة ومواقفها من القضايا الإقليمية الساخنة مثل حرب غزة او اليمن او الوضع المعقد في السودان والفشل الذي خلقه تهور وقصر نظر جنرالات السودان الذين دمروا بأطماعهم السلطوية كل آمال الشعب السوداني وثورته في اقامة حكم مدني ديموقراطي يشترك فيه الجميع بإدارة شؤون بلدهم.
وحتى ملف السودان هناك من يسعى لإقحام الإمارات فيه وتشويه مساعيها ضمن اللجنة الرباعية لوقف نزيف الحرب وايصال المساعدات الإنسانية ومعالجة تداعيات الحرب.
وكما قال صديق لي متندرا على من يدس السم في العسل ما الذي يغري الإمارات البلد الغني والمستقر والناجح في التدخل في سودان منكوب بجيش من الامراض والفيضانات والفقر والصراعات.
كاتب وباحث سياسي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news