العربي نيوز:
كشف متخصصون في علوم البراكين والزلازل واطباء اخصائيون، عن اخطار عدة لانفجار بركان Hayli Gubbi (ارتال ألي) بمنطقة ‘عفار‘ في اثيوبيا، ناجمة عن استمرار سحب الرماد والضباب البركاني في اجواء اليمن.. داعين المواطنين في المناطق التي تمتد اليها سحب الرماد البركاني، الى اتخاذ تدابير وقائية لازمة للحفاظ على سلامتهم.
جاء بين ابرز الاطباء تناولا لاخطار الغبار البركاني، الطبيب وهاج المقطري، وقال في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك"، الاثنين (24 نوفمبر): "إذا تعرضت منطقتك لسقوط رماد بركاني، البس كمامة N95، وإن لم تتوفر استخدم كمامتين عاديتين فوق بعض، وأغلق نوافذ المنزل وابقَ في مكان آمن، متجنبًا المشي في الطرق المكشوفة أثناء هبوط الرماد".
مضيفا: "مرضى الربو يجب عليهم زيادة جرعات ICS مؤقتًا وتحضير دواء Ventolin للاستخدام عند الحاجة، ومراقبة ظهور أي سعال مستمر لأكثر من أسبوعين أو شعور بضيق في النفس بعد التعرض للغبار، وعندها يستدعي الأمر زيارة الطبيب". وشدد مشددًا على ضرورة اتخاذ الاحتياطات الوقائية لحماية الجهاز التنفسي، خصوصًا لدى مرضى الربو ومرضى (COPD).
وتابع: "الرماد البركاني عبارة عن شظايا مجهرية حادة تصل إلى عمق القصيبات الهوائية والحويصلات الهوائية، وقد تثير نوبات الربو، وتسبب نوبات حادة لدى مرضى السدة الرئوية المزمنة (COPD)، كما تضعف حركة الأهداب التي تنظف المجرى الهوائي، وتتراكم الأوساخ في المجاري التنفسية، مسببة تفاعلات التهابية قد تترك أثرًا طويل الأمد يشبه أمراض السليكا أو التليفات الدقيقة عند التعرض بكميات كبيرة".
إلى ذلك، أعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية والانذار المبكر، فجر الاثنين (24 نوفمبر) "وصول تأثير سحابة الدخان والرماد البركاني القادمة من إثيوبيا إلى بعض مناطق اليمن". موضحا أن "المناطق الأكثر عرضة للتأثير تشمل الساحل الغربي (تهامة) مثل المخا والخوخة ومحافظة الحديدة، إضافة إلى مناطق باب المندب وعدن بسبب قربها من منطقة ‘عفار‘ الإثيوبية.
وقال المركز في تحديث لنشرته باحوال الطقس: "حسب التقارير الأولية ومسار الرياح المتوقع، قد تشهد هذه المناطق تدنياً في الرؤية أو وصول غبار بركاني خفيف إذا كانت الرياح في طبقات الجو العليا متجهة شرقاً، كما قد يصل إلى هذه المناطق ما يعرف بالضباب البركاني (Vog) الذي يحتوي على غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) ورماد دقيق".
من جانبها، أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في عدن، الاثنين (24 نوفمبر)، عن أن "بيانات أنظمة الرصد بالأقمار الاصطناعية تشير إلى استمرار تمدّد السحابة البركانية المنبعثة من بركان Hayli Gubbi الواقع في إقليم عفّار شمال شرق إثيوبيا". وقالت: إن "الصور الملتقطة صباح الاثنين تظهر تحرّك كتلة الرماد وثاني أكسيد الكبريت عبر طبقات جوية متعددة".
مضيفة: إن هذه السحب "سجلت ارتفاعات تصل إلى نحو 5 كيلومترات فوق مستوى سطح البحر، مع امتداد السحابة إلى مستويات أعلى تتراوح بين 10 و18 كيلومترًا، ما يعكس طبيعة الانفجارات البركانية المرتفعة". ونوهت بأن "بيانات الاقمار الاصطناعية تفيد بأن السحابة تتلاشى تدريجيًا باتجاه الغرب والشمال الغربي، مع انخفاض ملحوظ في كثافة الجزيئات كلما ابتعدت عن مركز الثوران".
وأختتمت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في عدن، بيانها بتأكيد "استمرارها في التنسيق مع الجهات الإقليمية والدولية لمتابعة التطورات البركانية وتزويد الجهات المعنية بأي مستجدات". وأفادت بأنه "لا توجد مؤشرات على تأثير مباشر على جودة الهواء في اليمن خلال الساعات الحالية، ولا توجد مؤشرات تدعو للقلق". مؤكدة "مع استمرار المتابعة كإجراء احترازي اعتيادي".
ميدانيا، وصلت سحابة بركانية إلى سماء عدد من مديريات محافظة الحديدة بينها مديريتا الجراحي وحيس، وبعض مديريات محافظة إب، ومناطق في وصاب بمحافظة ذمار، وبخاصة عزلة المصباح وعزلة العارس في وصاب، واللتين غمرتهما سحب الغبار البركني الاسود، على نطاق واسع من المزارع ومنازل المواطنين والشوارع والطرقات، الى درجة تشكل طبقة من التراب الاسود الكثيف.
ومنتصف ليل الاحد (22 نوفمبر)، أصدر ناطق وزارة الصحة والبيئة بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي غير المعترف بها دوليا، الدكتور انيس الاصبحي، أول
بيان
بشأن الظاهرة، نشره على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)،مطمئنا المواطنين ومحذرا لهم في الوقت نفسه.
وقال الاصبحي، وهو أخصائي ميكروبلوجيا طبية ومناعة: "موجة غبار بركاني قادم من اثيوبيا.. ندعو المواطنين إلى اتخاذ التدابير الأتية: ارتداء الكمامات، تغطية المياه المكشوفة، غسل الوجه والأطراف في حال لامست الرماد البركاني، تجنب البقاء في الهواء الطلق".
البيان المقتضب لم يفصح عن اضرار ناجمة أو مخاطر محتملة، جراء التعرض للغبار البركاني الكثيف وتساقط رماد بني مائل الى السواد على المواطنين واسطح منازلهم، لكنه اضاف الى التدابير الوقائية "البقاء داخل المنزل مع اغلاق الأبواب والنوافذ جيدا". حسب تعبيره.
وتداول مواطنون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا تظهر تساقط رماد ترابي اسود، على احياء عدد من مديريات محافظات الحديدة وتعز وإب، وبخاصة مديريات زبيد والتحيتا وحيس وجبل راس ومدينة الجراحي، على نحو كثيف أثار مخاوف المواطنين.
رصدت هذه الظاهرة غير المألوفة محليا، عقب إعلان السلطات الإثيوبية تسجيل ثوران غير معتاد في بركان إرتا ألي، تخلله تصاعد سحب كثيفة من الدخان بعد انفجار وقع الساعة الرابعة عصرًا في الجهة الجنوبية من البركان، وعلى بعد يقارب 10 كيلومترات من مركزه.
وبدورها، حذرت الهيئة الجيولوجية اليمنية من تأثيرات النشاط البركاني في إثيوبيا على اليمن، موضحة أن "هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تغيرات بيئية في المناطق المتأثرة". ويتوقع متخصصون استمرار تأثير السحابة البركانية على المناطق المحيطة، بما فيها جنوب غرب اليمن.
يشار إلى أن بركان "إرتا ألي" يُصنف واحدًا من أكثر البراكين نشاطًا في إثيوبيا، إذ شهد خلال السنوات الماضية عدة ثورانات جعلته محور متابعة دائمة من السلطات والباحثين، ووفقا للسلطات الاثيوبية فقد تحركت فرق الجيوفيزياء إلى الموقع لإجراء تقييمات عاجلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news