في جريمة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة، قتل مسلح تابع لمليشيا الحوثي، مساء الأحد، المواطن عبدالله محمود الحسني، أمام منزله في قرية النجارين التابعة لمديرية ماوية شرقي محافظة تعز، في عملية تصفية حسابات وصفها مراقبون بأنها جريمة قتل عمد.
وقالت مصادر محلية لمراسلنا، إن الضحية تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل أحد عناصر نقطة تفتيش "النجارين" التي تسيطر عليها المليشيا، مشيرةً إلى أن العملية تمت بتصفية حسابات واضحة ومسبقة.
استهداف متكرر ينتهي بالقتل
وكشفت المصادر عن أن جريمة القتل لم تكن عفوية، بل جاءت كحلقة أخيرة في سلسلة استهداف متعمد للحسني وأسرته. فقد أكدت أن الجريمة وقعت بعد أقل من أسبوعين فقط من هجوم شنه مسلحو النقطة ذاتها على عبدالله الحسني وابن أخيه، مما أسفر عن مقتل الابن وإصابة الحسني بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأوضحت المصادر أن القيادي الحوثي المشرف على نقطة التفتيش، والمعرف بـ"أبو خالد"، هو من أعطى الأوامر باستهداف الحسني، وذلك بسبب مواقفه المعروفة برفضه الكامل لممارسات المليشيا القمعية.
مواقف الشجاعة سبب الجريمة
وبحسب شهادات أهالي المنطقة، فإن السبب الجذري لاستهداف الحسني يتمثل في تمسكه بمبادئه ورفضه الخضوع للإجراءات التعسفية التي تفرضها المليشيا على السكان. فقد كان الحسني من أبرز الرافضين لدفع ما تسميه المليشيا "الجِبايات" والضرائب غير الشرعية على المواطنين والتجار، بالإضافة إلى معارضته العلنية لعمليات التفتيش المهينة والإذلالية التي يمارسها عناصر النقاط بحق المارة.
غضب شعبي واسع وإدانة للجريمة
أثارت الجريمة البشعة موجة غضب عارمة بين أهالي قرية النجارين والقرى المجاورة، الذين نزلوا في مظاهرات غاضبة تنديدًا بالجريمة النكراء. واعتبر الأهالي أن هذا الفعل هو امتداد لحملة الإرهاب المنظم التي تمارسها المليشيا بهدف إسكات كل صوت شريف يرفض سياساتها، وترويع السكان البسطاء لإجبارهم على الرضوخ والقبول بوجودها.
يأتي هذا الحادث ليشكل دليلاً جديدًا على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، خصوصًا في محافظة تعز التي تعاني من حصار مطبق وهجمات يومية تستهدف المدنيين وممتلكاتهم، في صمت دولي مطبق تجاه هذه الجرائم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news