كشفت دراسة ميدانية حديثة أُعلنت نتائجها ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الأول لجامعة ذمار "مواجهة تحديات الإدمان في المجتمع اليمني" عن معدلات مقلقة لانتشار تعاطي المواد المحسنة للمزاج بين المراهقين في العاصمة صنعاء وفي مقدمتها نبتة "القات".
وأظهرت الدراسة أن 81% من طلاب المدارس الثانوية المشمولين بالبحث يتعاطون هذه المواد على رأس القائمة " القات والتدخين"، مما يقرع ناقوس الخطر حول واقع الصحة النفسية والاجتماعية للمراهقين في اليمن.
الدراسة التي أعدها فريق بحثي من كلية الطب بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية، بقيادة الباحث محمد عبد ربه السالمي، استهدفت عينة قوامها 513 طالباً (بمتوسط عمر 17 عاماً).
وأوضحت النتائج أن نبتة "القات" يأتي في مقدمة المواد المستخدمة بنسبة ساحقة بلغت 78.4%، يليه التدخين بنسبة 34%.
وفي تحليل للدوافع النفسية، أشارت الدراسة إلى أن "البحث عن السعادة" يُعد المحرك الرئيسي للتعاطي بنسبة (32%)، يليه حب التجريب (28%)، ثم ضغط الأقران (12%). أما بالنسبة للمستخدمين بشكل متكرر، فقد كان الدافع الأساسي هو الرغبة في "نسيان المشاكل" والهروب من الضغوط الأسرية والاجتماعية.
وأكدت الدراسة وجود علاقة وثيقة بين التفكك الأسري والتعاطي؛ حيث زادت المشاكل العائلية بشكل كبير من احتمالية لجوء الطلاب لهذه المواد.
كما أظهرت النتائج أن الطلاب الذين يفتقرون لقنوات الحوار (لا يشاركون أفكارهم مع أحد) والذين يعانون من ضعف الوازع الديني، هم الأكثر عرضة للانخراط في هذه السلوكيات.
وشدد الباحثون في دراستهم على ضرورة التدخل العاجل من خلال " تفعيل برامج وقائية هادفة داخل المدارس تركز على التوعية بمخاطر "المواد المجهولة" والمواد المؤثرة عقلياً"، بالإضافة الى" تعزيز دور الأسرة في احتواء المراهقين وفتح قنوات الحوار لتقليل الفجوة النفسية", كما أوصت الدراسة على إجراء المزيد من الأبحاث المعمقة حول أنواع المواد المجهولة التي يتم تداولها بين الشباب".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news