تتزايد مؤشرات الارتباك داخل مليشيا الحوثي مع تسجيل تراجع غير مسبوق في جاهزيتها القتالية، في وقت تؤكد فيه مصادر أمنية وعسكرية في اليمن أن الجماعة تعيش “أضعف مراحلها” منذ انقلابها عام 2014، وسط مخاوف حوثية من أي تحرك عسكري محتمل لقوات الحكومة الشرعية.
وقالت مصادر خاصة لـ”العين الإخبارية” إن المليشيا تشهد تسرباً واسعاً لعناصرها من الجبهات، إذ وثّقت الجهات المختصة مغادرة أكثر من 370 مقاتلاً من محاور المنطقة العسكرية الرابعة (تعز والضالع ولحج)، وهو رقم وصفته المليشيا بـ“الأكبر منذ سنوات”، ما دفعها إلى الاستنفار ومحاولة احتواء الأزمة عبر حملات توجيه معنوي.
ضغوط على فريق التفاوض لوقف أي مواجهة
وبحسب المصادر، طلبت القيادات الحوثية من فريقها المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام التحرك العاجل لمنع أي تصعيد عسكري من جانب القوات الحكومية، في إشارة تعكس عمق أزمة الجاهزية التي تمر بها الجماعة. وتعتبر القيادات الحوثية أن أي تحرك ميداني للحكومة الشرعية “يشكل خطراً مباشراً” قد يطيح بمكاسبها الميدانية.
وتشير المعلومات إلى أن تقييماً داخلياً رفع إلى القيادة الحوثية كشف عن انهيار معنويات المقاتلين وتراجع “الإيمان القتالي”، الأمر الذي دفع الجماعة إلى اعتماد خطة طارئة تشمل تنفيذ دورات ثقافية وحملات تعبئة في الجبهات، في محاولة لوقف موجة الانسحاب المتصاعدة.
انقسامات داخلية وغياب الغطاء الدولي
ويرى خبراء أن المخاوف الحوثية لا تتعلق فقط بالجانب العسكري، بل بظهور شقاقات داخلية بين أجنحة الجماعة، إضافة إلى خسارتها قيادات بارزة خلال الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، ما زاد من حالة الارتباك.
العميد الركن عبدالصمد المجزفي أكد في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن المليشيا “استنزفت بشكل كبير في الفترة الماضية”، مضيفاً أن “الصراع الداخلي على النفوذ جعل الحوثيين غير قادرين على خوض أي مواجهة واسعة”.
وأشار المجزفي إلى أن أي تحرك عسكري للشرعية مرتبط بـ“الضوء الأخضر الدولي”، معتبراً أن اللحظة الحاسمة تقترب، وأن “الشرخ الداخلي داخل الجماعة يمثل فرصة شعبية للانتفاض ضدها إذا أحسنت الحكومة استثمار هذا الضعف”.
الإرياني: الحوثيون في أضعف لحظاتهم التنظيمية
من جانبه، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن المليشيا تمر بـ“مرحلة غير مسبوقة من التراجع”، نتيجة الضربات العسكرية التي تلقتها خلال العامين الماضيين والخسائر البشرية الواسعة، خصوصاً في صفوف قياداتها العقائدية.
وقال الإرياني إن الجهود الحكومية والدولية في تجفيف مصادر تمويل وتسليح الحوثيين أسهمت في اهتزاز بنيتهم الداخلية وتراجع قدرتهم على الحشد، ما دفعهم إلى تنظيم “وقفات قبلية” مرتبكة للتغطية على هذا الضعف، في محاولة لاستعادة حاضنة شعبية فقدوها مع انكشاف شعاراتهم وأدواتهم التعبوية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news