يكشف الدكتور رصين، يومًا بعد آخر، عن ضحالة فكره وخفة تعاطيه مع القضايا العامة، ليؤكد أن ليس كل من يُسبق اسمه بـ “د” دكتورًا… فالألقاب لا تمنح أصحابها بالضرورة رصانة أو احترامًا لعقول الناس.
في منشور خالي من أي قيمة معرفية أو منطق، طرح رصين مؤخرًا مقترحًا ساذجًا للنساء اليمنيات اللاتي لا يملكن بنطلونًا، داعيًا إياهن إلى نشر تغريدة تقول: “ما بش معي بنطلون” ليقوم “الشعب” _ كما يزعم _ بجمع التبرعات لشرائه. ثم أرفق ذلك بشروط لا تقل سخافة عن الفكرة نفسها، تتعلق بسُمك البنطلون وفضفاضه وما يليق وما لا يليق بلغة هزلية بعيدة عن أي نقاش اجتماعي محترم.
واللافت أن هذا الخطاب يأتي متزامنًا مع خطاب الشيخ العديني في تعز، الذي هاجم مؤخرًا مذيعة بسبب ملابسها وقدم المسألة باعتبارها قضية أخلاقية تستدعي التحريض. هكذا يلتقي الخطابان _ رغم التناقض الظاهري بين “الشيخ” و “الدكتور” _ في العبث ذاته: عبث التحريض والسخرية وتشويه الثقافة المجتمعية.
إن تحويل رصين قضية اجتماعية حقيقية إلى مادة للهزل والاستخفاف يكشف أن اللقب الأكاديمي لا يعني حكمة ولا حصافة. بل قد يكون حرف “الدال” الذي يصر على وضعه قبل اسمه يعني “دجاجة”، مع أن الدجاجة تبدو _ منطقيًا _ أكثر اتساقًا منه.
ويبقى السؤال:
هل يدرك رصين، الأستاذ الجامعي والذي يقدم نفسه خبيرًا لغويًا، أن اللغة ثقافة قبل أن تكون قواعد، وأن الأدب روحها المتجددة؟
أغلب الظن أنه يعرف… لكنه لا يدرك، ولن يدرك!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news