وثقت صور ومقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل، اليوم الإثنين، مشاهد غير مألوفة في مناطق يمنية عدة، حيث غطت السحابة البركانية الضخمة الناتجة عن انفجار بركان في إثيوبيا أجزاء من محافظة ذمار وإب وتعز والحديدة ومناطق ساحلية أخرى.
إحدى الصور أظهرت عزلة المصباح في وصاب غربي اليمن وقد غمرتها كميات كبيرة من الغبار الأسود الكثيف، الذي غطى الطرقات وأسطح المنازل والمزارع. كما أظهر مقطع فيديو، طالعه "المشهد اليمني"، من عزلة العارس في وصاب السافل بمحافظة ذمار انتشار الرماد البركاني على مساحات واسعة، بما في ذلك المزارع ومساكن المواطنين.
ورغم هذه المخاطر، لم تتخذ السلطات التابعة لمليشيات الحوثي في تلك المناطق أي إجراءات احترازية، بما في ذلك تعليق الدراسة يوم الاثنين، بحسب ما أفادت مصادر محلية.
العلماء أوضحوا أن البركان الذي انفجر في مقاطعة عفار الإثيوبية كان ساكنًا منذ نحو عشرة آلاف عام، وأن السحابة البركانية ارتفعت إلى نحو 15 كيلومتر أثناء عبورها البحر الأحمر.
المختصون حذروا من أن الغبار البركاني المحمل بثاني أكسيد الكبريت (SO₂) يسبب تهيج الجهاز التنفسي وضيق النفس والسعال وحرقة في الحلق، خصوصًا لدى مرضى الربو وكبار السن والأطفال. كما يمكن أن يتفاعل الغاز في الجو ليكوّن جسيمات دقيقة تؤثر على القلب والرئة.
من جانبه، الفلكي أحمد الجوبي أوضح أن الغبار الأسود المتساقط على أجزاء واسعة من اليمن يتكون من الزجاج البركاني وشظايا الصخور وبلورات معدنية مثل الفلدسبار والبيروكسين والأوليفين والماغنتيت والكوارتز، إضافة إلى الغازات المتبخرة والمواد الذائبة.
وأكد أن هذه الجسيمات صغيرة الحجم، حادة، وقادرة على الانتقال لآلاف الكيلومترات، ما يجعلها مؤثرة على الرئة والأنظمة الكهربائية والزجاج والمعادن، فضلاً عن تسببها في تدهور جودة الهواء، انخفاض الرؤية، وتلوث المياه.
وكانت محافظات الحديدة وإب وأجزاء من تعز قد شهدت في وقت سابق تساقطًا غير مسبوق للغبار الأسود القادم من اتجاه الغرب، بالتزامن مع انفجار البركان في إثيوبيا، في ظاهرة نادرة لم تشهدها البلاد منذ عقود طويلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news