شهدت منطقة عفار في شرق إثيوبيا يوم الأحد انفجار بركاني شديد أدى إلى تصاعد سحابة ضخمة من الرماد البركاني وصلت إلى طبقات الجو العليا، ثم حملتها الرياح الشمالية الغربية باتجاه البحر الأحمر نحو السواحل اليمنية، حيث بدأت تصل إلى المناطق الساحلية والداخلية مساء اليوم ذاته.
وأكدت صور الأقمار الصناعية ورصد مراكز المراقبة أن سحابة الرماد غطت عدة محافظات يمنية منها الحديدة، تعز، لحج، إب، ذمار، صنعاء، وامتدت إلى مناطق وسط وجنوب البلاد وصولاً إلى البيضاء، الضالع، الجوف، مأرب، حضرموت، المهرة، وأبين. ووفقاً لتقارير حدوث الانبعاث البركاني في الساعة 11:40 صباحاً وعبور السحابة للسواحل اليمنية نحو الساعة 2:10 بعد الظهر، ما تسبب في ظهور غبار أسود على أسطح المنازل والشوارع خاصة في مديريات الجراحي وحيس وزبيد بالحديدة.
وحذر خبراء الأرصاد والدراسات البيئية من خطورة الرماد البركاني على الصحة العامة، مشيرين إلى أن جزيئات الرماد ذات طبيعة حادة تشبه الزجاج المكسور، ما يهدد الجهاز التنفسي ويسبب تهيجاً واضطرابات خاصة لمرضى الربو ومرضى الانسداد الرئوي المزمن. كما يمكن أن تؤدي إلى خدوش في قرنية العين إذا تم فركها. وأوصى المختصون بارتداء الكمامات أو تغطية الأنف بقطعة قماش مبللة عند التعرض للرماد، وبضرورة غسل القات والخضار عدة مرات لتفادي الأضرار وسط تلوث جوي ملحوظ.
وأظهرت خرائط الغاز مستويات عالية من ثاني أكسيد الكبريت (SO2) فوق اليمن، وهو غاز سام يؤثر سلباً على الجهاز التنفسي، ما يزيد الحاجة لاتخاذ الاحتياطات الوقائية خاصة في المناطق الساحلية القريبة من البحر الأحمر مثل المخا والخوخة والحديدة. كما يمكن أن تؤثر هذه السحب البركانية على حركة الطيران فوق جنوب البحر الأحمر، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الرحلات الجوية المتجهة إلى مطارات عدن والحديدة.
بالإضافة إلى المخاطر الصحية، تتوقع التقارير أن تؤثر ترسبات الرماد البركاني على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ومنظومات الطاقة الشمسية، ما يستوجب اتخاذ تدابير حماية من قبل المزارعين والمجتمعات المحلية.
ومع استمرار انتشار سحب الرماد إلى أجواء اليمن، تواصل الوكالات المحلية والدولية متابعة التطورات لتقديم النصح والإرشادات اللازمة، مع دعوة السكان لأخذ الحيطة والحذر لمواجهة تداعيات هذه الظاهرة البركانية النادرة على المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news