يحيى نوري .. فارس الصحافة ورفيق الدرب
قبل 1 دقيقة
تسمو الحياة برجالها، ويسمو الفكر بمن أخلصوا له.
يجسّد يحيى نوري في مساره المهني قوة الصحفي اليمني في كشف الحقائق، وتأثيره الدائم على صعيد المشهد الإعلامي؛ فامتلك قدرة هائلة على تمييز الحقيقة في خضمّ الأحداث، وتركت منجزاته الصحفية بصمة لا تُمحى لدى الجمهور من خلال تركيزه في كتاباته على بناء جسور الثقة مع القرّاء.
ولأن الطريق عادة لا تُعبَّد بالورود، كان لزامًا علينا أن نجتهد لنُزيح الأشواك، ونتجاوز العثرات، ونمضي في دروب البناء مهما اشتدّت الصعاب.
اليوم نقف أمام شخصية استثنائية تركت أثرًا عميقًا في المشهد السياسي والصحفي؛ شخصية نبتت في بيئة بسيطة لم تعرف رفاهية المكتبات ولا سعة دور العلم، لكنها أدركت قيمة الكلمة، وخلقت لنفسها فضاءً معرفيًا بإرادة صلبة وهمّة لا تلين.
إن الحديث عن الأستاذ القدير يحيى نوري — رئيس تحرير صحيفة الميثاق — هو حديث عن صلابة موقف، وصبرٍ على الكفاح، ونضالٍ يليق بالاحترام. فهو الصحفي، والصديق، وأحد أنقى الكفاءات الإعلامية التي التزمت بقيم المهنية والصدق والإخلاص، وظلّت وفيّة لقناعاتها حتى في أشدّ المنعطفات حساسية.
أتذكّر جيدًا دعمه وتشجيعه لي على الكتابة في الصحيفة في فترات سابقة، وحرصه الدؤوب على نشر أبحاثي ومقالاتي. كان ذلك دافعًا كبيرًا لمواصلة الطريق وتطوير القدرات، وهو فضل لا يُنسى لرجل آمن بالكلمة وبمن يحملها.
يحيى نوري رجل طيب، دمث الخلق، مؤتمري صادق، أفنى عمره في خدمة المؤتمر وقضاياه، وظلّ مثالًا يُحتذى في الوفاء والإخلاص والتواضع. واجه الظروف القاسية والمصاعب المتراكمة بقلبٍ مُثقل بالهمّ لكنه ثابت لا ينكسر، مؤمنًا بأن العمل الصحفي رسالة سامية لا تقبل التراجع.
أُعجبت كثيرًا حين استمعت إلى حديثه عن مسيرته. كان حديثًا يفيض فخرًا واعتزازًا، لكنه ممتزج بتواضع كبير، لا ينسى فيه أساتذته ومن كانوا سببًا في دعمه. أما بداياته مع القراءة والصحافة، فهي قصة تستحق التأمل، لأنها تعكس رحلة رجل عصامي صعد السلم درجةً درجة، حتى أصبح أحد أعمدة صحيفة الميثاق.
تدرّج في مختلف مواقع العمل داخل الصحيفة، حتى بلغ موقعه الحالي رئيسًا لتحريرها، وظلّ المؤتمري المخلص الذي يجسد روح العطاء والتفاني بصبرٍ طويل. لم يشتكِ يومًا رغم تقلّبات الأيام، ولم يطالب بمنصب، بل انشغل بالعمل والإبداع وتحمل المسؤولية، واستكمال مشوار العطاء الذي بدأه.
أستطيع أن أقول — ومن دون محاباة أو مجاملة — إنه بحقّ صحفي استثنائي تميّز بالمهنية والدقة في تناول المعلومة وعمق التحقيق.
حفظك الله ورعاك، وأدام عليك الصحة والعافية، أخي العزيز يحيى نوري، وبارك في عمرك وجهدك. فقد كنت — وستظل — نموذجًا لمن أضاءوا الطريق بصدقهم، ورفعوا راية الصحافة بعرقهم وأخلاقهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news