”لا تحصد قبل إذن الحوثي!” – كيف حوّلت المليشيا المزارعين اليمنيين إلى سجناء في حقولهم؟

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
”لا تحصد قبل إذن الحوثي!” – كيف حوّلت المليشيا المزارعين اليمنيين إلى سجناء في حقولهم؟

في سابقةٍ لم يُسجّل لها التاريخ الزراعي اليمني مثيلًا منذ أكثر من ستة عقود، لم يعد نضج الثمرة هو العامل الحاسم في قرار الحصاد، بل بات المنجل مُعلّقًا بخيط من قرار حوثي.

ففي مناطق واسعة من اليمن، صار مشرف المليشيا هو "الحَكَم" على لحظة قطاف المحصول، في خطوةٍ يصفها الخبراء بـ "التأميم المقنّع"، ويعتبرها المزارعون عودةً مرّة لنظام الجباية الإمامي الذي سقط مع ثورة 26 سبتمبر 1962.

تهامة: سلة غذاء اليمن تحت الحصار الزراعي

في سهول تهامة – التي تُعرف بأنها "سلة غذاء اليمن" – فوجئ مزارعو المانجو، أصحاب المواسم الواعدة، بفرمانات حوثية صارمة تحظر عليهم قطف ثمارهم أو تصديرها دون إذن مسبق من ما يُسمّى بـ "هيئة تطوير تهامة".

وقد برّر القيادي الحوثي يحيى حاتم هذا المنع بحجّة "الحفاظ على سمعة المنتج اليمني" وضمان "النضج الفسيولوجي" للثمار!

لكن وراء هذا الادّعاء "العلمي"، تكمن حقيقة قاسية: فالمزارعون يؤكدون أن هذه الإجراءات ليست سوى غطاء لعمليات ابتزاز مالي منهجية. ويوضحون أن المزارع هو الخبير الأول بأرضه، وأن انتظار "الإذن الحوثي" قد يكلّفه محصوله بالكامل، خاصةً أن المانجو والموز من الفواكه سريعة التلف، حيث يتعفّن القَطْفُ قبل أن يُصرَّح له بالحصاد.

تعز: الحصاد بانتظار "الخراص" الجديد

ولا يتوقّف الأمر عند تهامة. ففي ريف تعز – تحديدًا في مديرية حيفان – عمّمت ما تُسمّى بـ "هيئة الزكاة الحوثية" توجيهاتٍ صارمة بمنع "الصراب" (أي الحصاد) قبل وصول "مخمني الزكاة". والغرض؟ وفق مصادر محلية: تمكين الجبّاة من تقدير المحصول وهو لا يزال على الشجرة، ليُفرض على المزارع مبلغ جباية مُبالغ فيه قبل أن يرى قرشًا واحدًا من عائدات جهده.

ويُجبر هذا الإجراء المزارع على الانتظار رغم احتمال تعفّن المحصول أو كَساد السوق، في مفارقة مُرّة: الزكاة تُؤخذ من محصول قد لا يجنيه أصلًا!

من عامل الإمام إلى "مشرف الحوثي": تكرار مأساوي

يرى باحثون اقتصاديون وتاريخيون أن ما يجري اليوم ليس مجرد انتهاك إداري، بل هو استنساخٌ حرفي لنظام الحكم الإمامي.

ففي حقبة ما قبل ثورة 1962، كان المزارع اليمني عاجزًا عن قطاف زرعه حتى يأذن له "عامل الإمام" أو "الخراص"، الذي يحدد كمية الحصة الإلزامية للسلطة، بغض النظر عن ظروف الجفاف، أو الفقر، أو حتى فساد المحصول.

واليوم، يعيد الحوثي هذا النموذج بحذافيره، مستبدلاً "الخراص" بـ "المشرف الزراعي"، و"حصة الإمام" بـ "زكاة الحرب"، في محاولة صريحة لتحويل القطاع الزراعي إلى خزينة تمويلية لآلة القتال، حتى لو كلف ذلك تجويع اليمنيين وتدمير ما تبقى من أمنهم الغذائي.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اليمن.. قيادات بارزة في ألوية درع الوطن تؤكد استعدادها للانضمام الكامل للقوات الجنوبية

عدن حرة | 908 قراءة 

عاجل:تقديم هذا الامر لباحاج عقب الجريمة المروعة في شبوة

كريتر سكاي | 852 قراءة 

محلل عسكري يكشف عن خطوة سياسية ترعب مليشيا الحوثي والانتقالي.. ويدعو لتنفيذها فورًا

المشهد اليمني | 690 قراءة 

القيادي في الانتقالي فادي باعوم: هذه الدولة تدعمنا نحو انفصال اليمن وليس ترفًا سياسيًا

المشهد اليمني | 652 قراءة 

القصة الكاملة لجريمة اعدام باحاج في شبوة وكيف بدأت؟

بوابتي | 532 قراءة 

لمن الغلبة ؟ القحطاني يتعهد بخروج الانتقالي من حضرموت.. وتهديدات أبو علي الحضرمي تضع وعود الرياض على المحك

يني يمن | 512 قراءة 

عاجل:حلف قبائل حضرموت يصدر بيان هام

كريتر سكاي | 467 قراءة 

عاجل | القوات الجنوبية تُحكم سيطرتها على جيشان وتواصل التقدم نحو العطفة

العين الثالثة | 421 قراءة 

خلافات تعصف بين "البركاني" و"باصرة" بعد لقاء الأول بالرئيس الزُبيدي

عدن حرة | 420 قراءة 

تطور مفاجئ في قضية إعدام الشاب ‘‘باحاج’’ على أيدي مسلحين قبليين في شبوة

المشهد اليمني | 401 قراءة