بقلم: محمد عبدالله الكميم
وليعذرني كل وطني غيور وكل متحزب شريف على ما سأقول ..
بعد استشهاد الشهيدة افتهان المشهري، وبعد أن تحركت الأجهزة الأمنية بقوةٍ وشجاعة لضبط القتلة واجتثاث أوكار الإجرام التي أرعبت الناس… تصوّرنا للحظة أن الصورة أصبحت واضحة:
دولة تستعيد هيبتها، أمن يعود إلى الشارع، وعدالة تقتص لمن سُفك دمهم ظلمًا وتوقعنا التفافاً شعبيا وحزبي كامل مع الاجهزة الامنية وجهودها الكبيرة .
لكن الحقيقة المرة ظهرت سريعًا…
خرجت الأقزام من جحورها، وارتفع صوت العفن السياسي، واستغل الحوثي وطابوره الخامس وكل قلم مريض ووقفوا مع ذلك الصف السياسي كعادتهم كلما لمسوا نجاحاً يبني يثبت الاستقرار ويرسخ وجود الدولة وذلك لشق الصف ونكأ الجراح ونبش الماضي الملعون واعادونا لعهد ضياع الوطن بعد ان كنا خطونا خطوات عظيمة في توحيد الصف الجمهوري...
خرجوا لا لشيء… إلا للطعن والتشويه والتحريض، ولتحويل دم الشهيدة إلى صفقة سياسية قذرة، تُستخدم ضد خصومهم حتى لو احترق الوطن كله.
لا يهمهم دم المرأة المظلومة…
لا يعنيهم أمن الناس…
كل ما يشبع غريزتهم هو المكايدة، والتحزّب، والشماتة، ونشر الفوضى.
ولو عاد اليمن إلى جحيم مابين ٢٠١١_٢٠٢١ م فلن يرفّ لهم جفن او تغمض لهم عين… فالعميان لا يرون إلا أحقادهم.
واليوم حين تنفذ حملة الوازعية مهامها، وتعيد الأمن، وتقبض على المتقطعين والمطلوبين، وتفرض حضور الدولة… تتكرر الخيانة نفسها.
فصائل منافسة، ممسوخة، متعفّنة، تخرج بوقاحة لتجريم الأجهزة الأمنية… فقط لأنها لا تريد أن يُسجَّل إنجاز في سجل خصمها السياسي وتطعن في ذلك الجهد.
وكأن أمن الناس مجرد ورقة مساومة… وكأن دم اليمني رخيص إلى هذا الحد.
هنا نحن لا نتحدث عن خلافات سياسية…
نحن أمام سقوط أخلاقي تاريخي.
شعب يُفترض أنه يقاتل من أجل دولة وكرامة… فإذا ببعض أبنائه يقفون مع الإرهابي والقاتل وقطاع الطرق فقط لأنه سيحسب انجاز لخصمهم السياسي !
وبالطبع الحوثيراني وطابوره الخامس لن يفوت هذه الفرصة الذهبية في اشعال فتيل المواجهات الاعلامية فيما بيننا البين.
أي انحدار أوضح من هذا؟
أي موت للضمير أبشع من هذا؟
أي خزي يليق بهذه النفوس المسوّدة؟
لعنة الله على من يبرر للقتل لأنه يكره خصمه.
لعنة الله على من جعل الحزبية فوق الدين، وفوق القانون، وفوق دم الإنسان اليمني.
لعنة الله على من يحول المجرم إلى بطل… ويحوّل الدفاع عن القتلة إلى “موقف سياسي”.
قبحكم الله… ما أسفل أخلاقكم، وما أوضع ما تمثلونه!
اليمن لن تقوم ولن تنهض ولن تتعافى… ما دام الخنجر المغروس في ظهرها هو خيانة الداخل، لا سلاح العدو.
وأخزى الله الأحزاب التي دمرت القانون، وداست الدستور، وباعت الأخلاق، وأعادت الوطن إلى الوراء ثم لم تتعلم الدرس…
أحزاب وفصائل أصبحت عارًا على نفسها، ومرضًا في جسد اليمن، وعبئًا على الدولة التي تزعم أنها تدافع عنها.
أما الحوثيراني… فليمدد ولا يُبالي.
هو يعرف جيدًا أن خيانة الداخل أثمن له من ألف صاروخ إيراني.
وما دام بيننا هؤلاء… فالعدو مطمئن، والبوصلة مختطفة، والدم اليمني مباح.
وكلما قلنا عساها تنجلي… قالت الأحزاب: هذه مبتداها.
العميد الركن /
محمد عبدالله الكميم
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news