كشفت خاصية
التعرّف على موقع تشغيل الحساب
التي أطلقتها منصة التواصل الاجتماعي «إكس» مؤخراً، حجم التضليل الذي مارسته حسابات ادعت لسنوات طويلة الانتماء إلى دول معينة، بينما كانت تُدار فعلياً من مواقع مختلفة تماماً، بينها اليمن وتركيا والمملكة المتحدة وعدة دول أوروبية وشمال أفريقيا.
ومع بدء المنصة بإظهار اسم الدولة أو المنطقة التي يُدار منها الحساب — خصوصاً للحسابات الموثقة — بدأت تتكشف حقيقة عشرات الحسابات التي انتحلت هوية
مجتمعات خليجية
، وعلى رأسها السعودية، بهدف
تسويق روايات سياسية أو اجتماعية معينة، إثارة الجدل، أو جمع التبرعات بطرق مشبوهة
.
انكشاف واسع وصدمة المستخدمين
فور تفعيل الميزة، اندلعت موجة كبيرة من النقاش على مواقع التواصل، بعد اكتشاف المستخدمين أن حسابات كانت تقدم نفسها لسنوات باعتبارها “محلية”، تبيّن أنها تُدار من دول بعيدة، رغم استخدامها أعلامًا سعودية وصورًا لرموز دينية أو سياسية بهدف كسب الثقة.
وتداول ناشطون قوائم لحسابات كانت تنشر آلاف التغريدات المنظمة يوميًا وتتفاعل مع قضايا حساسة في المجتمع السعودي، وتطلق حملات لجمع التبرعات أو نشر فواتير ومطالبات إنسانية، قبل أن يُكشف أنها تعمل من خارج المملكة.
بعض هذه الحسابات أغلق نفسه فورًا بعد افتضاح موقع تشغيله.
قوالب ثابتة من الاستعطاف والاحتيال
وأشار متابعون إلى أن تاريخ عدد من الحسابات يكشف نمطًا واضحًا من المحتوى المعتمد على
الاستعطاف، وتلفيق القصص الإنسانية، وجمع الأموال
باستخدام هوية خليجية مزيفة، ما شكّل بيئة خصبة للاحتيال الرقمي على منصات التواصل.
خبير: السقوط كان كبيرًا.. والحماية الرقمية أصبحت ضرورة
وفي تعليق على هذه التطورات، قال الدكتور
يوسف الرميح
، أستاذ علم الجريمة، إن ميزة إظهار موقع الحساب أسقطت “عددًا كبيرًا من الأقنعة” عن حسابات مسيئة وموجهة كانت تستهدف
النسيج الاجتماعي السعودي
عبر نشر رسائل مضللة ومنهجية.
وأضاف أن
وعي المستخدم السعودي
كان عاملاً حاسمًا في كشف الحسابات المشبوهة التي حاولت التأثير على الرأي العام أو إثارة الانقسام الداخلي، مؤكدًا أن الخاصية الجديدة ستسهم بشكل كبير في
تعزيز الشفافية والحد من التلاعب الرقمي
.
وشدد الرميح على ضرورة استمرار تعزيز أدوات التحقق والرقابة على المحتوى، خصوصاً مع تزايد النشاط المشبوه لحسابات تُدار من مواقع جغرافية متباعدة بينما تدّعي الانتماء لمجتمعات لا علاقة لها بها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news