الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف رئيس أركان “حزب الله” والرجل الثاني في الجماعة.. من هو؟

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025م، تنفيذه غارة جوية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، قال إنها استهدفت رئيس أركان حزب الله والشخصية الثانية في هرم القيادة العسكرية للحزب، "أبو علي الطبطبائي". 

وأفاد مكتب رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، في بيان له، بأن العملية جاءت بتوجيه مباشر منه، وبناءً على توصية وزير الجيش ورئيس الأركان، مشدداً على أن إسرائيل "مصمّمة على مواصلة العمل لتحقيق أهدافها في أي مكان وزمان". 

وقال وزير جيش الاحتلال إسرائيل كاتس إن تل أبيب ستستمر في "منع أي تهديد لسكان الشمال"، مؤكداً عزم القيادة الإسرائيلية على مواصلة سياسة "فرض أقصى العقوبات" في لبنان، وعدم السماح بالعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

وفي الجانب اللبناني، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الغارة استهدفت شقة سكنية داخل أحد المباني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية، ما تسبب بوقوع إصابات وأضرار واسعة في السيارات والمباني المجاورة. 

وبحسب المصادر نفسها، فقد أُطلق صاروخان باتجاه المبنى المستهدف، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع وعملت على نقل المصابين وتقديم الإسعافات الأولية. 

من هو الطبطبائي؟ 

هيثم علي الطبطبائي، المُكنّى "أبو علي"، يُعد أحد أبرز القيادات العسكرية داخل حزب الله وواحداً من الأسماء الأكثر تداولاً في التقارير الإسرائيلية والأميركية المرتبطة بالملف العسكري للحزب، قاد وحدات النخبة أي القوات الخاصة للحزب في سوريا. 

يُصنف الطبطبائي، وفق تقارير بحثية إسرائيلية وغربية، كأحد القادة الميدانيين البارزين في "الجبهة الجنوبية" للحزب، وتُنسب إليه أدوار محورية في قيادة أو الإشراف على وحدة "الرضوان"، التي تُعد القوة الهجومية الخاصة بالحزب قرب الحدود اللبنانية – الفلسطينية. 

كما تشير تقديرات أمنية إلى احتمال توليه مهام رئيس الأركان داخل الحزب عقب مقتل فؤاد شكر في يوليو/ تموز 2024، وهو ما نقلته قناة "الجزيرة" عن مصدر أمني لبناني، دون تأكيد رسمي من حزب الله. 

حضور الطبطبائي لم يقتصر على جنوب لبنان، إذ برز دوره منذ عام 2012 في سوريا، خصوصاً في القلمون وريف دمشق، حيث أشرف – بحسب تقارير بحثية – على وحدات نخبة شاركت في العمليات الميدانية، وعملت بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني. 

كما تتهمه وزارة الخزانة الأميركية بلعب دور أساسي في دعم الحوثيين في اليمن عبر التدريب والتسليح والإسناد اللوجستي، في إطار ما تصفه واشنطن بـ"شبكات النفوذ الإيرانية الإقليمية". وأدرجته الولايات المتحدة عام 2016 على قوائم "الإرهاب العالمي"، مع إعلان مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه. 

وتقول القناة 12 الإسرائيلية إن الغارة الأخيرة هي "المحاولة الثالثة" لتصفية الطبطبائي منذ اندلاع الحرب، فيما تربط وسائل إعلام عبرية اسمه بمحاولات إسرائيلية سابقة استهدفت القيادات الميدانية في الحزب، بما في ذلك غارة القنيطرة عام 2015 التي أثارت تداول اسمه في التحليلات الأمنية آنذاك. 

تتباين المعلومات المتداولة حول خلفيته العائلية، إذ تقدم منصات بحثية عربية رواية تشير إلى أنه من مواليد 1968 لأسرة من أب إيراني وأم لبنانية، وأنه انضم إلى حزب الله في سن مبكرة قبل أن يتدرج داخل وحدات النخبة. ورغم كثافة التقديرات والتحليلات حول موقعه القيادي، لا يصدر الحزب عادة بيانات رسمية تكشف هرمية قياداته العسكرية. 

ترى قراءات إسرائيلية أن الطبطبائي لعب دوراً محورياً بعد عام 2024 في إعادة بناء القدرات الهجومية لوحدة "الرضوان" عقب موجة الاغتيالات والضربات الدقيقة، ما جعله – وفق هذه الرواية – هدفاً ذا قيمة عالية في إطار الصراع الدائر على الجبهة الشمالية.