رغم جبايات يومية تتجاوز ملياري ريال… طرق الحديدة تتحول إلى “مصائد موت” تحت حكم مليشيا الحوثي
تعيش محافظة الحديدة منذ أكثر من عشر سنوات أوضاعاً خدمية كارثية، أبرزها انهيار شبكة الطرق التي أصبحت غير صالحة للاستخدام وتهدد حياة المواطنين يومياً، في وقت تواصل فيه مليشيا الحوثي جمع ما يزيد عن 2 مليار ريال يومياً من الجبايات المفروضة على موانئ الحديدة دون أن تخصّص ريالاً واحداً لصيانة الطرق أو تحسين الخدمات.
وتظهر الخطوط الطويلة في المحافظة—خصوصاً طرق الصليف، الجراحي، الزيدية، وباجل—في حالة تهالك غير مسبوقة، بعدما امتلأت بالحفر وتآكلت طبقات الأسفلت، ما حوّل التنقل عليها إلى رحلة محفوفة بالموت. وبات السكان لا يكاد يمر عليهم يوم دون أن يسمعوا عن انقلاب شاحنة أو اصطدام سيارة وسقوط ضحايا.
وحمّل الأهالي مليشيا الحوثي، ممثلة بما تُسمّى "هيئة الطرق والجسور"، مسؤولية هذا الانهيار، مؤكدين أن الجماعة لا تقوم بأي أعمال صيانة حقيقية رغم سنوات من الوعود، وفي الوقت الذي تفرض فيه إتاوات باهظة على سائقي الشاحنات تحت شعار “تحسين الطريق”، تذهب تلك الأموال مباشرة إلى جيوب المشرفين والقيادات الحوثية.
ويقول سكان محليون إن حجم الدمار في الطرق الرئيسية يعكس فساداً ممنهجاً، إذ تُهمل المليشيا أبسط الخدمات التي تمس حياة الناس، بينما تركز على تحقيق أكبر مكاسب مالية ممكنة عبر شبكات الجباية الواسعة التي تسيطر عليها في موانئ الحديدة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا الإهمال يجعل من طرق الحديدة قنبلة موقوتة تحصد الأرواح يومياً، في ظل غياب أي دور للمليشيا في حماية المواطنين أو توفير الحد الأدنى من البنية التحتية، مؤكدين أن مشاهد الانهيارات والحوادث المتكررة ليست سوى نتيجة طبيعية لحكم جماعة لا ترى في المحافظة سوى مصدر دخل ضخم لا أكثر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news