في كل عام، يتحول يوم 20 نوفمبر إلى مهرجان عالمي للاحتفال بـحقوق الطفل، حيث تتزين العواصم بالبهجة وتتجدد الوعود بحماية براءة الطفولة. ولكن في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، يتحول هذا التاريخ إلى رمز لـالفشل العالمي الذريع. فبينما يحتفل العالم، يقف أطفال اليمن على حافة الهاوية، يواجهون جوعاً ممنهجاً، وأمراضاً متفشية، وحرباً جعلتهم الضحايا والمقاتلين في آن واحد. إن تقارير الأمم المتحدة لا تكف عن التذكير بأن 9.8 مليون طفل يمني بحاجة ماسة للمساعدة، وهو رقم ليس مجرد إحصائية، بل هو عدد ضخم من الأحلام المسلوبة والآلام المكبوتة. هذا اليوم ليس للاحتفال، بل هو يوم محاسبة ضمير العالم على ما يحدث لـطفولة لم تعرف إلا النزاع.
أرقام موجعة ومعاناة مركبة
بعد مرور عقد من النزاع، أصبحت حقوق الطفل في اليمن تحت هجوم مباشر. فبينما يتمتع أقرانهم في بقاع العالم بالأمان والتعليم واللعب، يواجه ملايين الأطفال اليمنيين مصيراً مريراً يلخصه الفقر، والجوع، والنزوح، والانتهاكات الجسيمة.
9.8 ملايين طفل يمني بحاجة إلى شكل أو أكثر من أشكال المساعدة الإنسانية. (إحصائيات الأمم المتحدة 2024)
7.4 مليون طفل بحاجة ماسة لخدمات الحماية خلال عام 2025.
اقرأ المزيد...
شرطة الضالع تسلم متهم باغتيال مسؤول اممي
22 نوفمبر، 2025 ( 2:10 مساءً )
الكثيري يترأس لقاءً موسعًا بقيادات انتقالي حضرموت للتحضير لفعالية سيئون الكبرى
22 نوفمبر، 2025 ( 1:29 مساءً )
3.2 مليون طفل خارج فصول الدراسة حاليًا، مما يهدد جيلاً كاملاً بالضياع.
سوء التغذية: ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون الخامسة عانوا من سوء التغذية الحاد في عام 2021، ومن المتوقع أن يعاني 400,000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة (يونيسف 2021).
النازحون: حوالي 1.5 مليون طفل أجبروا على النزوح، يواجهون حياة بعيدة كل البعد عن الطفولة في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
الانتهاكات الجسيمة: حرب ضد الطفولة
لم تقتصر معاناة أطفال اليمن على الجوع والمرض، بل امتدت لتشمل انتهاكات جسيمة لحقوقهم الأساسية من قبل أطراف النزاع:
القتل والتشويه: سقط آلاف الأطفال بين قتيل وجريح جراء الأعمال القتالية، حيث وثقت تقارير متعددة آلاف الانتهاكات ضدهم، بما في ذلك القتل والإصابة البالغة.
التجنيد والاستغلال: تم تجنيد آلاف الأطفال واستخدامهم في الحرب، محوّلين أحلامهم باللعب والدراسة إلى حمل السلاح والوقوف في محارق الموت.
الهجمات على المنشآت: تتعرض المدارس والمستشفيات للهجوم والاستخدام العسكري، مما يزيد من إضعاف حق الأطفال في التعليم والصحة.
عمالة الأطفال: دفعت الظروف الاقتصادية المتردية وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة تجاوزت الـ 300% منذ عام 2015، عشرات الآلاف من الأطفال إلى ترك مقاعد الدراسة والعمل في الشوارع لإعالة أسرهم.
نداء لإنسانية العالم
في هذا اليوم العالمي للطفل، يجب أن تتحول هذه الأرقام المأساوية إلى صرخة ضغط على المجتمع الدولي لوقف الحرب ضد أطفال اليمن. إن حماية هؤلاء الأطفال ليست مجرد مسؤولية إنسانية، بل هي واجب قانوني وأخلاقي يقع على عاتق الجميع.
يجب العمل فوراً من أجل:
وقف النزاع بشكل دائم: السلام هو الضمانة الوحيدة لاستعادة حقوق الأطفال كاملة.
تأمين التمويل الإنساني: ضمان وصول المساعدات الكافية لخدمات الصحة والتغذية والحماية.
محاسبة المسؤولين: اتخاذ إجراءات رادعة ضد جميع الأطراف التي تنتهك حقوق الطفل.
دعم التعليم والصحة: إعادة بناء وتأهيل المدارس والمرافق الصحية المتضررة.
إن المستقبل مرهون بما نقدمه من رعاية للجيل القادم، ولن تقوم لليمن قائمة إلا بإنقاذ أطفالها واستعادة الحق في طفولتهم المسلوبة. متى سيعود لـ أطفال اليمن حقهم في الحياة الآمنة والحلم؟
في الختام، لا يمكن لليوم العالمي للطفل أن يمر دون وقفة جادة أمام كارثة أطفال اليمن. إننا نتحدث عن جيل كامل، إذا لم يتم انتشاله الآن، فإنه سيشكل مستقبلاً من النزاعات والجهل والصدمات النفسية التي ستلقي بظلالها على المنطقة لعقود قادمة. إن حماية أطفال اليمن ليست مجرد عملية إغاثية، بل هي استثمار في السلم العالمي ومستقبل اليمن. يجب أن يتحول التضامن اللفظي إلى خطط عمل ملموسة لإنهاء تجنيد الأطفال، وتأمين وصول المساعدات الصحية والتعليمية دون قيود، وكسر حلقة الصراع التي ابتلعت براءتهم. آن الأوان لكي يستعيد الطفل اليمني حقه الأساسي: الحق في الحياة الآمنة والحلم بمستقبل لا يطغى عليه صوت القذائف والجوع
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news