قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025م، إن الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب مع أوكرانيا "يمكن أن تشكل أساساً لتسوية نهائية" للنزاع، متوعداً بالسيطرة على مزيد من الأراضي في حال رفضت كييف المقترح.
وأضاف بوتين، خلال إحاطته المقدمة لمجلس الأمن الروسي، أنه تسلم مسودة الخطة الأمريكية والتي "قد تشكل أساساً لتسوية سلمية نهائية، لكنها لم تُناقش معنا بصورة ملموسة"، معتبراً أنها "يمكن أن تشكل أساساً لتسوية سلمية نهائية".
وأكد أنه تلقى المسودة عبر قنوات الاتصال القائمة مع الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى استعداده لإبداء المرونة التي تم الاتفاق عليها خلال القمة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ألاسكا أغسطس الماضي.
وأشار بوتين إلى أن روسيا لم تناقش الخطة "بشكل جوهري" مع الولايات المتحدة، مرجحاً أن السبب يعود إلى عدم حصول إدارة ترامب على موافقة الجانب الأوكراني حتى الآن، مضيفاً: "يبدو أن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين ما زالوا يتمسكون بالأوهام ويحلمون بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة".
البحث عن بدائل
وفي المقابل، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن بلاده قد تواجه فقدان الدعم الأميركي إذا لم تقبل الخطة، مؤكداً أن أوكرانيا قد تُضطر للاختيار بين "خسارة الكرامة أو خطر فقدان شريك رئيس".
وأضاف زيلينسكي أنه سيقترح بدائل للخطة الأميركية لضمان حماية مصالح بلاده، داعياً الأوكرانيين إلى الوحدة في واحدة من أصعب اللحظات في تاريخ البلاد، ومتوقعاً مزيداً من الضغوط السياسية خلال الأسبوع المقبل.
وقال رئيس أوكرانيا، في كلمة مصورة خاطب فيها الأوكرانيين إن "أوكرانيا قد تواجه خياراً بالغ الصعوبة: خسارة الكرامة أو خطر خسارة شريك رئيس"، مضيفاً أنه سيقترح "بدائل" للخطة الأميركية لإنهاء الحرب مع روسيا، متعهداً بعدم "خيانة" مصالح أوكرانيا.
ودعا زيلينسكي الأوكرانيين إلى البقاء متحدين في ما وصفه بإحدى أصعب اللحظات في تاريخ البلاد، مضيفاً أنه يتوقع التعرض لمزيد من الضغوط السياسية خلال الأسبوع المقبل.
وأضاف أن أوكرانيا ستعمل بسرعة وبصورة بناءة وهدوء مع الولايات المتحدة وبقية الشركاء، مؤكدا أنه لن يسمح لروسيا باتهام أوكرانيا بعرقلة عملية السلام، متعهدا أيضا بطرح بدائل من الخطة الأميركية.
ضغوط أمريكية للخضوع
وكانت إدارة ترامب قد أمهلت أوكرانيا أقل من أسبوع لقبول خطتها، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تميل لصالح روسيا، لإنهاء الحرب، حيث قال الرئيس ترامب إن يوم الخميس المقبل، يوم عيد الشكر، يشكل مهلة "مناسبة" بالنسبة إلى أوكرانيا للموافقة على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب.
وأوضح في حوار أجراه مع شبكة "فوكس نيوز"، أنه "كان لدي الكثير من المهل، وحين تسير الأمور على ما يرام كان ثمة توجه لتمديد المهل، لكنني أعتقد أن الخميس هو مهلة مناسبة".
وقال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز" إن أوكرانيا تتعرض لضغوط كبيرة من واشنطن للموافقة على إطار اتفاق للسلام مع روسيا، بما في ذلك تهديدات محتملة بوقف تزويدها بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة.
إلى ذلك أكدت الولايات المتحدة أن مسودة الاتفاق تتضمن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا من جانب واشنطن وحلفائها الأوروبيين، تتضمن الرد على أي هجمات مستقبلية من روسيا، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، وفق تقرير لموقع "أكسيوس".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن المبعوث الدبلوماسي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عملا "بتكتم" على هذه الخطة مدة شهر تقريباً.
28 بنداً لإنهاء الحرب
وتتكون الخطة الأمريكية الجديدة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، وتتضمن تنازلات لروسيا، بينها اعتراف الولايات المتحدة "بحكم الأمر الواقع" بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وأراضٍ أخرى، فضلاً عن تقليص أوكرانيا حجم جيشها، وفيما يلي بنود الخطة:
• تأكيد سيادة أوكرانيا.
• إبرام اتفاقية عدم اعتداء شاملة بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا.
• يُتوقع من روسيا ألا تغزو الدول المجاورة، ومن حلف "الناتو" ألا يتوسع.
• سيُجرى حوار بين روسيا وحلف "الناتو"، بوساطة الولايات المتحدة، لحل القضايا الأمنية وتهيئة الظروف لخفض التصعيد.
• ستحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية موثوقة.
• سيُحدد عدد القوات المسلحة الأوكرانية بـ 600 ألف جندي.
• توافق أوكرانيا على تضمين دستورها عدم انضمامها إلى حلف "الناتو"، ويوافق الأخير على تضمين بند في نظامه الأساسي ينص على عدم دمج أوكرانيا مستقبلاً.
• يوافق "الناتو" على عدم نشر قوات في أوكرانيا.
• ستتمركز طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا.
• ستحصل الولايات المتحدة على تعويض عن الضمانات الأمنية؛ ففي حال قامت أوكرانيا بغزو روسيا، ستفقد هذه الضمانات. وفي حال غزو روسيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى الرد العسكري المنسق والحاسم، سيُعاد فرض العقوبات الدولية عليها، ويُلغى الاعتراف بالأراضي الجديدة والمزايا الأخرى لهذه الاتفاقية. وإذا أطلقت أوكرانيا صاروخاً على موسكو أو سانت بطرسبرغ من دون سبب وجيه، فستُعتبر الضمانات الأمنية لاغية.
• أوكرانيا مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وستستفيد من أفضلية في الدخول إلى السوق الأوروبية على المدى القصير ريثما يتم النظر في هذه المسألة.
• اعتماد حزمة إجراءات عالمية قوية لإعادة إعمار أوكرانيا، تشمل إنشاء صندوق للتنمية وإعادة بناء البنية التحتية للغاز وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الحرب، وتطوير بنية تحتية جديدة واستئناف استخراج المعادن والموارد الطبيعية، وكل ذلك مصحوب ببرنامج تمويل خاص يعده البنك الدولي.
• سيُعاد إدماج روسيا في الاقتصاد العالمي، مع إجراء مناقشات حول رفع العقوبات، والانضمام مجدداً إلى مجموعة الثماني، وإبرام اتفاقية تعاون اقتصادي طويل الأجل مع الولايات المتحدة.
• سيُستثمر 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في مشاريع تقودها الولايات المتحدة لإعادة الإعمار والاستثمار في أوكرانيا، مع حصول الولايات المتحدة على 50% من الفوائد. ستُضيف أوروبا 100 مليار دولار لزيادة حجم الاستثمارات المتاحة لإعادة إعمار أوكرانيا. وسيتم الإفراج عن الأموال الأوروبية المجمدة، بينما يُستثمر ما تبقى من الأموال الروسية المجمدة في آلية استثمار أميركية روسية منفصلة.
• ستُنشأ مجموعة عمل أمنية أميركية روسية مشتركة لتعزيز وضمان الامتثال لبنود هذه الاتفاقية.
• ستُرسخ روسيا قانونياً سياسة قائمة على عدم الاعتداء تجاه أوروبا وأوكرانيا.
• ستتفق الولايات المتحدة وروسيا على تمديد سريان معاهدات حظر الانتشار النووي والسيطرة عليه، بما في ذلك معاهدة "ستارت 1".
• توافق أوكرانيا على ألا تكون دولة حائزة على السلاح النووي وفقاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
• ستُشغّل محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيتم تقاسم الكهرباء المنتجة بالتساوي بين روسيا وأوكرانيا.
• يلتزم كلا البلدين بتنفيذ برامج تعليمية في المدارس والمجتمع تهدف إلى تعزيز التفاهم والتسامح المتبادلين.
• سيتم الاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك كأراضٍ روسية بحكم الأمر الواقع، بما في ذلك من قِبل الولايات المتحدة. سيتم تجميد وضع خيرسون وزابوريجيا على طول خط التماس، ما يُشكل فعلياً اعترافاً بحكم الأمر الواقع بهذا الخط. ستتخلى روسيا عن الأراضي المتبقية التي تسيطر عليها خارج المناطق الخمس. ستنسحب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تسيطر عليه حالياً في منطقة دونيتسك، وستُستخدم هذه الأراضي لاحقاً لإنشاء منطقة عازلة.
• بعد الاتفاق على الترتيبات المتعلقة بالأراضي مستقبلاً، تلتزم روسيا الاتحادية وأوكرانيا بعدم تغيير هذه الترتيبات بالقوة. ولن تبقى أي ضمانات أمنية سارية في حال الإخلال بهذا الالتزام.
• لن تمنع روسيا أوكرانيا من استخدام نهر دنيبر لأغراض تجارية، وستُبرم اتفاقيات بشأن النقل الحر للحبوب عبر البحر الأسود.
• ستُشكّل لجنة إنسانية لمعالجة القضايا المتعلقة بتبادل الأسرى، وإعادة الرفات، وعودة الرهائن والمعتقلين المدنيين، وتنفيذ برنامج للم شمل العائلات.
• ستُجري أوكرانيا انتخابات خلال 100 يوم.
• يُمنح الأطراف المشاركون في هذا النزاع عفواً كاملاً عن أفعالهم خلال الحرب، ويلتزمون بعدم تقديم أي مطالبات أو النظر في رفع أي شكاوى في المستقبل.
• سيكون هذا الاتفاق ملزماً قانوناً، وسيُراقب تنفيذه ويضمنه مجلس السلام برئاسة الرئيس دونالد ترامب. وستُفرض عقوبات على أي انتهاكات.
• بمجرد قبول الأطراف هذه المذكرة، يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فور انسحاب الطرفين إلى النقاط المتفق عليها لبدء تنفيذ الاتفاق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news