قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "صراعات الأنا وكسل الأجهزة الأمنية تنذر بكارثة وجودية غير مسبوقة" في إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية في تل أبيب تحذيراتها من اتساع دائرة إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، وتهريب الأسلحة إلى الداخل الإسرائيلي، وتآكل المنظومة الأمنية من الداخل.
وأضافت أنه "دون عودة الانضباط، والصدق، والقيادة الحقيقية، فالكارثة القادمة ليست سوى مسألة وقت".
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد، مساء أمس الخميس، "جلسة خاصة"، ضمن اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر، في ضوء ارتفاع معدلات الجريمة في الضفة الغربية بشكل حاد، لا سيما في ظل خروج موجة إرهاب نشطاء اليمين المتطرف عن السيطرة خلال الأشهر الأخيرة.
واجتمع كبار مسؤولي الأمن في القدس، بمن في ذلك رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" دافيد زيني، ورؤساء القيادة المركزية، ووزير الدفاع، وآخرون، في محاولة لاستيعاب كيفية التعامل مع الظاهرة الخطيرة.
وفي الأثناء، وصلت عناصر استيطانية إلى بلدة "حوارة" في الضفة الغربية، ونفذت المهام الميدانية الموكلة إليها، التي مفداها "أشعلوا النار في موقف سيارات، ورشقوا المركبات بالحجارة".
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن "المؤسسة الأمنية تمر بحالة سيئة غير مسبوقة، تؤكد أن ثلاثية الجيش والشاباك والشرطة، لا زالت تعاني صدمة "السبت الأسود" في الـ7 أكتوبر".
وأشارت إلى أن "ثقافة الكذب باتت راسخة وتتزايد في تلك المؤسسات؛ ما رفع معدلات تقاعد القيادات الجيدة، إذ وصلت الأجهزة الأمنية بالفعل إلى مرحلة تنازلت فيها عن كوادرها"، وأن "لا جدوى من المنافسة؛ لأنها لا تريد البقاء وسط بيئة مريضة ومفلسة على المستويين المهني والأخلاقي".
وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي يستطيع شراء طائرات أكثر تطورًا، وإنفاق أموال ضخمة على صواريخ حديثة، وسفن حربية ثرية بالتكنولوجيا والقوة النارية. لكن دون "رأس مال بشري جيد"، لن يكون هناك تفوق عسكري".
وأكدت الصحيفة العبرية أنه "حان الوقت للتوقف عن تصديق روايات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ونظيره في الشرطة، اللذين يدعيان أن تدفق تهريب السلاح إلى إسرائيل يقتصر فقط على أغراض إجرامية، بينما يؤشر الواقع على أنه يستهدف تكرار يوم 7 أكتوبر".
ولفتت إلى أن "الأسلحة المهربة ضرورية للاستيلاء على مراكز الشرطة وقواعد الجيش الإسرائيلي كما حدث في 7 أكتوبر. كفى عمى وجهلًا. لابد من التراجع عن التفكير بنفس الطريقة التي أدت إلى كارثة "السبت الأسود".
وذكرت أن "الجميع، من رئيس الوزراء، مرورًا بوزير الدفاع، ورئيس الأركان، ورئيس الشاباك، ومفوض عام الشرطة داني ليفي، غارقون في سبات عميق إزاء مواجهة هذا التهديد"، مبينة أن "صراعات الأنا وكسل الأجهزة الأمنية يقودنا إلى وضع كارثي".
وأكدت "معاريف" أنه من المهم أن يدرك الجمهور حجم الكارثة، التي تفاقمت خلال الشهور الأخيرة في ظل غياب التناغم والتنسيق بين الأجهزة العاملة في الضفة الغربية، وانفراد اليمين المتطرف، لا سيما جماعة "شباب التلال" بمفردات المشهد.
ومضت قائلة "إنه ينبغي على الجيش التخلص نهائيًا من ثقافات الكذب والمداهنة والتقصير. عليه استعادة الانضباط والمهنية، وإظهار جديته تجاه الأجهزة الأخرى: الشاباك والشرطة. حان الوقت للانطلاق نحو الهدف، لا للتملق أو تبادل إلقاء المسؤولية على الآخرين".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news