أفادت مصادر محلية، الجمعة 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025م، بتواصل الاشتباكات بين مسلحين قبليين وقوات المقاومة الوطنية التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي "طارق صالح" في مديرية الوازعية غربي محافظة تعز (جنوب غربي) منذ ثلاثة أيام.
وأوضح مصدر محلي بمديرية الوازعية لـ"بران برس"، أن مسلحين قبليين هاجموا، فجر اليوم، مواقع تمركز الحملة الأمنية التابعة للمقاومة الوطنية في أماكن وأوقات متفرقة، واندلعت اشتباكات بين الجانبين استخدم فيها السلاح الخفيف والمتوسط.
وأضاف المصدر أن مسلحين قبليين أسقطوا طائرة مسيرة تابعة للحملة الأمنية بعد تحليقها فوق القرى والجبال المحيطة، واستعادوا السيطرة على سلسلة جبال الرواجل عقب مطاردة عناصر الحملة بالقرب من أعلى قمة فيها.
وتشهد مديرية الوازعية منذ الأربعاء الماضي توتراً متصاعداً يهدد بانزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع، عقب انتشار قوة عسكرية تابعة للمقاومة الوطنية في مواقع قريبة من القرى، وذلك على خلفية اعتراض مسلحين قبليين لفريق تابع لمنظمة "إدرا" ونهب أجهزته بدعوى وجود اختلالات في قوائم المستفيدين.
ووفقاً للمصادر فإن الاشتباكات المستمرة جاءت نتيجة إصرار القبائل على تنفيذ مطالبها المتمثلة بانسحاب الحملة من أمام القرى لتهدئة التوتر، فيما لم ترد معلومات حتى الآن حول الخسائر أو مسار المعالجات الجارية لاحتواء الموقف، كما ترافقت الأحداث مع دعوات قبلية للنَكف والاستنفار.
وفي حين أطلق شيخ مشايخ الوازعية، "منصر المشولي"، دعوات إلى انسحاب فوري لقوات الحملة من أمام القرى تمهيدًا للوصول إلى حلول سلمية وتهدئة التوتر، قوبلت مقترحات الوساطة القبلية بالرفض من قائد الحملة الأمنية والعسكرية، "مجاهد الحزورة".
وأكد حزورة رفضهم الكامل لانسحاب قوات الحملة من قرى الوازعية وفقاً لمقترح الوساطة القبلية، ورد على لجنة الوساطة بالقول: "لن تنسحب قواتنا حتى لو اضطررنا للتعزيز بثلاثة ألوية عسكرية".
موقف قبائل حنة
وكان أهالي منطقة حنة في مديرية الوازعية غربي تعز، حذروا في بيان لهم وصل "بران برس"، من أن استمرار ما وصفوه بالتجاوزات غير المبررة خلال الحملة الأمنية التي نفذتها قوة تابعة للمقاومة الوطنية قد يؤدي إلى تصعيد يشمل جميع الأطراف.
وأفاد الأهالي في بيان لهم أمس الخميس، بأن الحملة التي انطلقت في ساعات الفجر الأولى شهدت اقتحام منازل المواطنين والاعتداء على نساء داخلها، إضافة إلى إطلاق نار في مناطق مأهولة بالسكان، ما تسبب بإصابات طفيفة بين بعض النساء والأطفال، ونفوق ثلاثة من المواشي، حسب البيان.
وأشار البيان إلى أن إجراءات القوة المشتركة أثارت حالة من الرعب وأزعجت السكينة العامة، مؤكدين أن ما حدث لا يتوافق مع الأعراف القبلية ولا مع قواعد التعامل الأمني، وأن انتشار القوة في مواقع متعددة بعد الحملة تم دون تقديم مبررات واضحة.
وحمل الأهالي مدير المديرية وعدداً من المشايخ وقيادة المقاومة الوطنية المسؤولية الكاملة عن تبعات الحملة، محذرين من أن تجاهل الاعتداءات قد يفضي إلى ردود فعل مجتمعية واسعة، مطالبين الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل حول ملابسات الحملة ومحاسبة المسؤولين عنها.
دوافع الاشتباكات وأسبابها
تتميز مديرية الوازعية بتركيبة اجتماعية متشابكة، ورغم الحضور المؤثر لحزب الإصلاح فإن للمديرية امتدادات سياسية متعددة، كما ينتشر أبناؤها مجندين في تشكيلات عسكرية مختلفة من قوات طارق إلى درع الوطن والعمالقة، ما يجعل أي تحرك أمني داخل القرى قابلاً للاشتعال.
والثلاثاء الماضي، انطلقت شرارة التوتر بين القبائل وقوات الحملة الأمنية حين اعترض مسلحون قبليون فريقاً ميدانياً لمنظمة إدرا، ونهبوا معدات وكشوفات كانت بحوزته أثناء تنفيذ نشاط إنساني، وتمركز المسلحون في مواقع جبلية مطلّة على مركز المديرية، ما منح الحادثة بعداً قبلياً وأمنياً خطيراً.
وبرر المسلحون الحادثة بتلقّيهم شكاوى حول "محاباة" في اختيار المستفيدين وتجاهل الأسر الأشد فقراً لصالح أنصار "طارق صالح"، ومن يسعى لاستمالتهم باستخدام الإغاثة والمساعدات.
وفجر الأربعاء، وصلت حملة عسكرية تابعة للمقاومة الوطنية من مدينة المخا، وانتشرت في محيط القرى بهدف استعادة ما نُهب من معدات المنظمة، وتمكنت من الوصول لتلك المعدات التي تركها المسلحون على متن طقم بجوار منزل زعيمهم، وهو ما أعلنته المقاومة لاحقاً باعتباره "إعادة الاعتبار للدولة".
إلا أن تمركز الحملة قرب التجمعات السكانية دون تنسيق مع مشايخ القبائل أثار غضب الأهالي وعمّق التوتر في منطقة تخضع تقليدياً لسلطة المشايخ، إذ ساد انطباع بوجود محاولة لفرض أمر واقع على القبائل، في وقت تُمسك فيه قوات طارق صالح بالمديرية أمنياً وعسكرياً.
وكانت إدارة أمن مديرية الوازعية قد أعلنت الأربعاء الماضي أنها تمكنت من استعادة الأجهزة والكشوفات التي نهبها مسلحون وصفتهم بـ"الخارجون على القانون" من فريق يتبع وكالة السبتية للتنمية والإغاثة الدولية "إدرا".
وقالت مصادر أمنية إن قوات تحركت فور تلقي البلاغ، وتمكنت من ضبط سيارة الجاني المدعو أحمد سالم حيدر والعثور بداخلها على المنهوبات في وقت وجيز، فيما تواصل ملاحقة المتورطين الذين لاذوا بالفرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news