المرسى- المخا
مع بدء موسم السدر يتوجه النحالون من مختلف المحافظات إلى عزلة الجمعة شرق مديرية المخا، بحثًا وراء مراعي الشجرة المعروفة محليًا بـ”العِلْب”.
وتشتهر منطقة بكثافة أشجار السدر والتي تشكّل واحدًا من أهم المراعي الطبيعية لإنتاج هذا النوع من العسل عالي الجودة، حيث يتقاطر النحالون إليها مطلع أكتوبر من كل عام.
في منطقة الحدقة، يبدأ نصيب علي سعيد، القادم من مديرية المعافر بمحافظة تعز، موسمَه الجديد. يوزع خلاياه بين أشجار السدر التي يتغذى عليها النحل، منتجًا عسلًا يُعد من أجود الأنواع في اليمن.
يقول نصيب لـ”وكالة 2 ديسمبر الإخبارية”: “أسهم طريق الكدحة في تسهيل وصولنا إلى هذه المناطق بعد سنوات من معاناة السفر وقطع الطرقات. اليوم نأتي إلى ريف المخا لشعورنا بالأمان ولوجود المراعي الخصبة للنحل”.
وترسم أشجار السدر والسلام في هذا الوقت من السنة لوحة طبيعية متناسقة، ومراعي خصبة للنحل تمنحه الغذاء اللازم لإنتاج عسل العلب الذي يعتمد عليه كثير من النحالين كمصدر رزق رئيسي.
ورغم غياب الدعم وصعوبة الأوضاع الناجمة عن حرب مليشيا الحوثي الإرهابية، يواصل النحالون تنقلهم بين المناطق بحثًا عن المراعي الآمنة، كما هو الحال في المخا، ريفًا ومدينة، التي أصبحت منطقة جذب ليمنيين كثر يقصدونها بحثًا عن الأفضل، بما في ذلك مربو النحل الذين ينتشرون في عزلة الجمعة.
أحمد قايد، القادم من جبل حبشي، الذي يعمل في تربية النحل منذ 50 عامًا، وصل هو الآخر إلى الحدقة ليبدأ موسم سدر جديد يتمنى أن يكون وفيرًا هذا العام في ظل الغطاء النباتي المثمر لأشجار السدر.
يقول: “كنا نتنقل قبل الحرب إلى ريمة وزبيد ومعظم مناطق تهامة. اليوم، أصبحت الألغام التي زرعها الحوثيون أكبر عائق أمام عملنا، ولقد خسرنا الكثير. النحالون يعانون، ولا أحد يلتفت لمعاناتنا”.
ويشير قايد إلى واقعة استولى فيها الحوثيون على 50 جبحًا (خلية) من نحله أثناء سيطرتهم على الكدحة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news