بعد تفشي "ماربورغ" في إثيوبيا.. تخوفات يمنية من نقله عبر الحوثيين واستغلاله من الحكومة الشرعية
حذرت مصادر طبية يمنية من احتمالية تفشي فيروس "ماربورغ"، الذي يُعد أحد أخطر الفيروسات في العالم، في اليمن، بعد انتشاره في إثيوبيا ودول أخرى في القرن الإفريقي.
وأشارت المصادر إلى ارتباط اليمن تاريخياً بدول القرن الإفريقي، واستغلال عصابة الحوثي الإيرانية لذلك من خلال توسيع نفوذها باتجاه أفريقيا لتنفيذ أنشطة إرهابية وعمليات تهريب متنوعة، من بينها الاتجار وتهريب البشر.
وأوضحت أن تقارير دولية وأخرى أممية أكدت قيام الحوثيين بالتعاون مع حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، بتنفيذ عمليات منظمة لتهريب المخدرات والأسلحة الإيرانية، وتهريب البشر بين ضفتي البحر الأحمر، ما يرفع احتمالات نقل الفيروس القاتل إلى اليمن.
وكانت وزارة الصحة في إثيوبيا أعلنت تفشي الفيروس في أراضيها، وسجلت 17 حالة وفاة من أصل 23 حالة مصابة، معلنة حالة الطوارئ والاستنفار الطبي لمواجهة تداعيات انتشاره.
تحركات طبية في عدن
دفعت المخاوف من انتشار الفيروس، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، إلى التحرك لمواجهة تداعيات انتشاره، من خلال عقد اجتماع طارئ وموسع في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة وزير الصحة والسكان قاسم بحيبح، للوقوف أمام جاهزية القطاع الصحي الوطني لمواجهة أي طارئ محتمل.
وأقر الاجتماع رفع مستوى التأهب الوطني، واتخاذ التدابير الفورية بما يتوافق مع اللوائح الصحية الدولية (IHR)، ورفع مستويات الاستعداد في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وضمان جاهزية المختبرات الوطنية والقطاع الدوائي والإمدادات الطبية، وإجراء تقييم للوضع الوبائي إقليمياً ودولياً.
كما وجه الاجتماع برفع الجاهزية في مراكز الترصد، وتعزيز القدرات التشخيصية للمختبرات، والتأكد من جاهزية مراكز العزل الطبي "احتياطياً"، تحسباً لأي مستجدات.
وأكد الاجتماع أهمية دور شركاء القطاع الصحي في تعزيز قدرات النظام الصحي، إلى جانب تنفيذ خطط التوعية الصحية الموجهة للمجتمع ووسائل الإعلام، مشدداً على رفع مستوى التنسيق مع مختلف الجهات لاتخاذ الإجراءات الفاعلة والمنسقة لمواجهة جميع الاحتمالات.
تحذير من استغلال الوضع
وعلى ضوء تحركات الحكومة في عدن لمواجهة احتمالات انتشار الفيروس، حذرت المصادر الطبية من استغلال بعض الجهات الحكومية للوضع والمتاجرة به كما حدث أثناء وباء كورونا.
وأكدت المصادر أن الحكومة لا تمتلك قدرات مالية أو إمكانيات كافية لمواجهة خطر بهذا الحجم، فهي عاجزة عن صرف مرتبات الموظفين منذ خمسة أشهر، ما قد يدفعها للاستفادة من الأزمة على مستوى المكونات التي تتألف منها.
وأوضحت أن التحرك السريع للحكومة لمواجهة الفيروس لا يدل بالضرورة على تخوفها على حياة المواطنين، بقدر ما يسعى للاستفادة منه عبر مطالبة الدول المانحة والداعمة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدات بحجة مواجهة الوباء.
فيروس شديد العدوى
يعد فيروس "ماربورغ" شديد العدوى، وينتمي إلى نفس عائلة فيروس "إيبولا"، ويصنف ضمن أخطر مسببات الأمراض المعروفة، وغالباً ما يكون مميتاً. فهو ضمن الأمراض "النزفية الفتاكة" بسبب ارتفاع معدل الوفيات الذي يصل إلى 90٪، وغياب لقاح أو علاج محدد حتى الآن.
بدأت موجة التفشيات منذ مايو 2023 في غينيا الاستوائية، وتفشى الفيروس مؤخراً في إثيوبيا، حيث سجلت الإحصاءات وفاة 17 شخصاً من أصل 23 حالة مصابة خلال أسبوع واحد.
تشمل أعراض الفيروس الحمى الشديدة، الصداع، آلام العضلات، القيء والإسهال، وقد يتطور إلى نزيف داخلي وخارجي.
وفيما تؤكد منظمة الصحة العالمية عدم وجود أي لقاح أو علاج للفيروس حالياً، تشير المعطيات إلى أن فترة الحضانة للفيروس تتراوح بين يومين و21 يوماً قبل ظهور الأعراض، ويبدأ المرض فجأة مصحوباً بحمى شديدة وصداع حاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news