كشفت مسودة خطة سلام وضعتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن مطالب جوهرية من كييف، تشمل تقديم تنازلات إقليمية وأمنية واسعة لروسيا، مقابل منح موسكو حوافز اقتصادية وسياسية كبيرة، من بينها اعتراف واشنطن بمطالبها في أجزاء من الأراضي الأوكرانية.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، ُتظهر الوثيقة، أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه اتفاق شامل منذ وصول ترامب إلى السلطة، لكن تفاصيل ما عُرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقيت طي الكتمان حتى الآن.
تنازلات إقليمية وضمانات محدودة
وتنص الخطة على أن تتخلى أوكرانيا لروسيا عن أجزاء من إقليم دونباس الخاضعة لسيطرة كييف حالياً، وأن تقبل بسيطرة روسية فعلية على مناطق أخرى، مع تجميد خطوط التماس.
كما تضع حداً لعدد أفراد الجيش الأوكراني عند 600 ألف جندي، وتغلق الباب نهائياً أمام انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي.
ضمانات أمنية دون التزام عسكري مباشر
وتتضمن الوثائق الأميركية المرافقة للخطة حزمة ضمانات أمنية تقدَّم لأوكرانيا في حال عودة روسيا إلى القتال، تشمل "دعماً استخباراتياً ولوجستياً" وخطوات أخرى "تُحدَّد حسب الحاجة"، لكنها لا تتعهد بتقديم دعم عسكري مباشر. وتمتد هذه الضمانات لعشر سنوات قابلة للتمديد.
وفي حالة الموافقة على الصفقة، ستُدعى روسيا للعودة إلى مجموعة الثماني، ويمكن رفع العقوبات المفروضة عليها تدريجياً.
كما تنص الخطة على تعاون أميركي-روسي في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة ومشاريع التعدين في القطب الشمالي.
موقف أوكراني متحفظ ومعارضة داخلية
وتقول واشنطن إنها تنسّق مع كييف بشأن بنود الخطة، مشيرة إلى أن أمين مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، روستم أويميروف، وافق على "معظم بنودها".
لكن كييف شددت في الأمم المتحدة على رفض أي تنازل إقليمي. وقالت خريستينا هايوفيشين، نائبة المندوب الدائم لأوكرانيا: "لن نقبل أي قيود على حقنا في الدفاع عن النفس، ولا على حجم أو قدرات قواتنا المسلحة".
وبالإضافة إلى البنود المتعلقة بوقف إطلاق النار، تطالب الخطة كييف بإجراء انتخابات خلال 100 يوم، وهي خطوة قد تؤدي إلى إطاحة زيلينسكي في ظل معلومات متصاعدة عن وجود فساد.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن كييف غيّرت إحدى نقاط الخطة بشكل كبير قبل نشرها، إذ استبدلت بنداً يدعو لتدقيق شامل في المساعدات الدولية التي حصلت عليها أوكرانيا بنص يمنح "عفواً كاملاً لجميع الأطراف عن أفعالهم خلال الحرب".
موسكو: لا مفاوضات نشطة
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو وواشنطن "لا تجريان محادثات نشطة" بشأن وقف إطلاق النار، وإن أي اتفاق يجب أن يعالج "جذور النزاع"، في إشارة إلى توسع الناتو، وتوجه أوكرانيا غرباً، ورفض الغرب الاعتراف بروسيا كقوة كبرى.
تداعيات إقليمية ودولية
وتهدف الخطة إلى طمأنة دول الجوار عبر توقعات بأن "روسيا لن تغزو الدول المجاورة"، رغم غياب أي دور أوروبي في إعدادها، بحسب دبلوماسيين أوروبيين.
كما تضع آليات لإعادة إعمار أوكرانيا بتمويل من البنك الدولي، واستثمار أميركي في خطوط الغاز الأوكرانية ومشاريع الذكاء الاصطناعي، على أن يُنشأ "مجلس سلام" برئاسة ترامب للإشراف على تنفيذ الاتفاق.
وتتضمن الخطة توزيعاً للطاقة الكهربائية المنتجة من محطة زاباروجيا النووية بين الجانبين، إضافة إلى آلية للتعامل مع أصول البنك المركزي الروسي المجمدة البالغة 300 مليار دولار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news