أكد وزير الإعلام معمر الإرياني أن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة منذ انقلابها على الدولة، نتيجة الضربات العسكرية التي تلقتها خلال العامين الماضيين والخسائر الكبيرة في صفوفها، بما في ذلك قياداتها العقائدية، إضافة إلى الجهود الحكومية والدولية المستمرة لتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها، الأمر الذي انعكس على بنيتها الداخلية وأضعف قدرتها على الحشد والتعبئة.
وأوضح الإرياني، في تصريحات مساء اليوم الخميس، رصدها "المشهد اليمني"، أن المليشيا لجأت مؤخراً إلى تنظيم ما تسميه "وقفات قبلية" في عدد من المديريات الواقعة تحت سيطرتها، في محاولة للتغطية على حالة التراجع التي تعيشها، مشيراً إلى أن هذه التحركات تكشف حجم الأزمة التي تضرب جسدها التنظيمي، وسعيها لإيجاد أي شكل من أشكال الحاضنة الشعبية بعد أن فقدت ثقة المجتمع.
وشدد الوزير على أن القبيلة اليمنية، التي كانت على الدوام سنداً للثورة والجمهورية ومتمسكة بهويتها الوطنية والعربية، لن تكون اليوم في صف ما وصفهم بـ"الإماميين الجدد"، ولن تنخرط في المشروع الإيراني الذي يسعى لابتلاع اليمن وتحويله إلى منصة تهدد الأمن القومي العربي. وأضاف أن القبيلة التي حملت الجمهورية وقدمت التضحيات دفاعاً عن الدولة لا يمكن أن تنحاز لمن انقلب عليها ونهب مؤسساتها وجر البلاد إلى الفوضى.
وأشار الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي خاضت منذ ظهورها حرباً مفتوحة ضد القبيلة اليمنية، من صعدة إلى عمران وصنعاء وصولاً إلى مختلف المحافظات، حيث تعاملت معها باعتبارها الخطر الأكبر على مشروعها السلالي، واستهدفتها بحملات قمع واقتحامات واختطافات، لافتاً إلى أن ما جرى في مديريات طوق صنعاء وعمران وذمار والبيضاء وحجة والمحويت وغيرها يمثل دليلاً على تلك السياسة الانتقامية.
وأضاف أن المليشيا لم تكتف بذلك، بل نكلت بمشائخ القبائل وفجرت منازلهم وشردت الكثير منهم وصادرت ممتلكاتهم، وحاولت فرض عناصر موالية لها بديلاً عن القيادات التقليدية، كما مارست سياسات التجويع والإفقار بحق أبناء القبائل وفرضت الجبايات غير القانونية والتجنيد القسري، في مسعى لإخضاع القبيلة لمنظومتها السلالية.
وأكد الوزير أن محاولات المليشيا اليوم الاستعانة بالقبيلة التي حاربتها ونكلت برجالها لا تعكس قوة، بل تجسد حالة الانهيار التي تمر بها، وفشلها في الحفاظ على تماسكها الداخلي، مشيراً إلى أن هذه التجمعات المصطنعة ليست سوى استعراضات خاوية تهدف لإيهام عناصرها بأنها ما تزال قادرة على المبادرة، بينما الحقيقة أنها أصبحت أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
واختتم الإرياني تصريحاته بالتأكيد على الثقة بأن القبيلة اليمنية ستقول كلمتها في الوقت المناسب، وستقف مرة أخرى مع الدولة والجمهورية كما فعلت في كل المنعطفات التاريخية، لتكون الرقم الفاصل في استعادة اليمن من قبضة المشروع الإيراني وأدواته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news